د. حمزة الشيخ حسين : كلمة بحق الدكتور وائل التل ومجموعة أصدقائه في إربد.

د حمزة الشيخ حسين .
في زمن تتزاحم فيه التحديات وتتراجع فيه بعض القيم، يبرز رجالٌ لا تغرّهم الأضواء ولا تستهويهم المناصب، بل يحملون الوطن في قلوبهم أينما حلّوا. ومن هؤلاء الرجال، الأستاذ الدكتور وائل التل، الذي جسّد بمعارفه ومواقفه نموذجًا فريدًا للقيادة الهادئة والحضور الفاعل في المشهد الأكاديمي والاجتماعي والوطني.
الدكتور وائل التل، أستاذ الدراسات العليا في جامعة جدارا، يتمتّع بخبرة طويلة في العمل الأكاديمي والإداري، كما عرفناه رجل تخطيط استراتيجي من الطراز الأول، وصاحب بصمة واضحة في العمل التطوعي ضمن مؤسسة إعمار إربد. لم تكن مساهماته الثقافية والاجتماعية وليدة اللحظة، بل هي امتدادٌ لمسيرة حافلة بالعطاء المتوازن والمواقف الأصيلة.
لقد شرُفت بحضور عدد من الندوات والفعاليات التي شارك فيها الدكتور التل، سواء في جامعة اليرموك أو جامعة جدارا، إضافة إلى حضوره اللافت في المهرجانات الوطنية والخطابية، كان آخرها مشاركته المؤثرة في ديوان عشيرة حجازي، حيث عبّر بكلمات صادقة عن دعم الجهد الملكي في الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة، مؤكدًا أن الأردن، قيادة وشعبًا، خطٌ أحمر لا يُساوَم عليه.
وما يميز الدكتور وائل التل ليس فقط علمه الغزير، بل خلقه الرفيع، وحكمته، وهدوؤه في إدارة الحوارات والندوات، وحضوره المُحبَّب في جميع المناسبات الاجتماعية. قليلون أولئك الذين تجمعهم القلوب قبل العقول، والدكتور التل أحد هؤلاء؛ فقد لمست بنفسي حجم الاحترام والتقدير الذي يحظى به في دواوين ومضافات العائلات والعشائر في إربد.
أما كتاباته في صحيفة الدستور، فهي شهادة جديدة على عمق رؤيته، وولائه للوطن، وإيمانه بالثوابت التي لا تتبدّل، مهما تغيّرت الأحوال.
ولا يكتمل الحديث عن الدكتور وائل التل دون الإشادة بنخبة الرجال الذين يحيطون به، ويشكّلون معه مجموعة أصدقاء أوفياء عُرفوا برجاحة العقل ونقاء السيرة، ونبل الهدف. هؤلاء الرجال لم يكونوا يوماً مجرّد حضور إجتماعي عابر، بل هم صناع رأي وموقف، يجتمعون على حبّ الوطن، ويؤمنون أن إربد تستحقّ أن تُدار بوعي أهلها، وأن تُصان بلحمة أبنائها.
لقد أثبتت هذه المجموعة، عبر لقاءاتهم وتفاعلهم ومبادراتهم، أنهم أهل وفاء ورجال مروءة، يحملون إرثًا من القيم الرفيعة، ويجتهدون في إعادة الروح للهوية الجامعة، بعيداً عن التجاذبات، قريباً من هموم الناس وآمالهم.
هم نموذج لما يجب أن تكون عليه القيادات المجتمعية الواعية: متجذّرة في أرضها، مخلصة في خطابها، راقية في سلوكها.
فلهم منّا كل التقدير، فهم ليسوا فقط أصدقاء الدكتور وائل، بل أصدقاء المدينة والمرحلة والوطن.
ختامًا، أقولها بكل ثقة:
الأستاذ الدكتور وائل التل قامة وطنية، ووجه عشائري، وأكاديمي نحترمه ونفخر به، وما قلناه فيه قليل، لكنه شهادة حقّ في رجل يستحق أن يُكرَّم في حياته، لا بعد رحيله