ابراهيم عبد المجيد القيسي : انهيار مشهود

القضايا المتعلقة بالشأن العام، والتي تثار في الإعلام، وبغض النظر عن
خطورتها، لا سيما تلك التي تنطوي على انتهاكات للقانون، كموضوع التسمم بل
تسميم المشروبات بالميثانول، وعلى هامش طرحها على الرأي العام، على هيئة
أخبار رسمية شفافة ومفصلة، تجري تجاوزات لا تقل عنها خطورة، ينبجس منها ألف
خطر، وتجاوز على القانون والشرائع كلها، فمثلا تجد مرضى، لا يجيدون
التفكير ولا يقومون بوزن كلامهم وردود افعالهم، يقدمون آراء هي حرفيا
«داعشية تكفيرية»، تحض على القتل، جزاء عمل لم يحكم على احد قام به بالقتل
وعلى امتداد التاريخ، وقد ارسل لي أحد الأصدقاء رابطا حين فتحته، قرأت
كلاما، كتبه مريض، يشكر فيه الشخص المجرم الذي دس السم للناس، وماتوا، فهو
بهذا يحض على قتل الناس، ويشكر قاتلهم، ولست اعلم كيف مضى كل هذا الدهر
وتمكن هذا الشخص من تحصيل امتيازات وظيفية، يقتات اليوم من رواتبها
التقاعدية، ويضخ مثل هذا التكفير والإرهاب، ويبصق على جراح الناس.
انت
شو دخلك في ما يفعله الناس، ماداموا لا يتجاوزون قانونا، ويتصرفون حسب
حرياتهم وقناعاتهم التي ضمنها لهم الدستور؟!.. كيف تحكم على هؤلاء الناس
بالموت وتشكر قاتلهم، ولا تتحرك جهة رقابية قانونية واحدة لمحاكمتك ومحاكمة
أمثالك؟!.. ماذل لو تركنا هؤلاء يخرجون فضلاتهم من افواههم وعلى الملأ،
فهذا يحض على القتل، وذاك يطلب السجن والتسفير لكل شخص لا يعجبهم، ولا
يتوافق مع هوى تطرفهم؟
لا أستبعد أن رسائل كالتي وصلتني، ونسخ عنها،
يرصدها معنيون في أجهزة رقابية، داخلية وخارجية، ويظهر حجم التطرف فيها،
لكن «نشطاء التخلف والتجهيل» لا يمسهم سوء ولا حتى مساءلة على ما يقترفون
بحق المجتمع والإنسانية..
عبر مثل هذه المناسبات والأحداث والقضايا،
يتسلل خطاب الكراهية والتكفير والظلام، وتتهاوى المجتمعات لمزيد من السقوط
والجريمة، ثم نتفاجأ بعد عقد من الزمان بأن ذئبا منفردا ارتكب جريمة
ارهابية بحق الأبرياء، فهو شخص تعرض لسوء التغذية متذ ان كان طفلا، وقرأ
وسمع آراء هؤلاء المرضى، وتابعها، فتولدت لديه قناعات «ثورجية»، جعلت منه
ذئبا ووحشا مريضا ملوثا..
سيكون جميلا ومطلوبا وقانونيا وعادلا، وحافظا
للامة، لو تم تقديم مثل هؤلاء للمحاكم بتهم ترويج الإرهاب والحض عليه، وتمت
معاقبتهم حسب القوانين الكثيرة التي تحفظ قوانين وقيم واخلاق وأمن المجتمع
والدولة..
فلان يشرب كحول، أو حليب او مياه حلاقة.. انت شو علاقتك؟!..
هل تعرض لك بخطر او اعتدى عليك وعلى حقوقك مثلا، حتى وإن فعل، فلا يحق لك
أن تحض على تسميمه وقتله، وتشكر قاتله، وربما لو تهيأ لك الظرف لقدمت دعما
ما لقاتله.
نظافة هذا المجتمع تتجلى بتنظيفه من مثل هؤلاء، بتقديمهم للقضاء ومحاكمتهم ومعاقبتهم على نشر مثل هذه الأفكار الشيطانية المتخلفة..
يخرب بيت الجهل حين يلتقي بالتضخم النفسي والانفصام..!!