الأخبار

بسبب غزة.. نائبة عمالية بريطانية تستقيل من حزبها: الخيار في الانتخابات سيكون بين الاشتراكية أو البربرية

بسبب غزة.. نائبة عمالية بريطانية تستقيل من حزبها: الخيار في الانتخابات سيكون بين الاشتراكية أو البربرية
أخبارنا :  

أعلنت النائبة العمالية عن منطقة كفنتري ساوث زارا سلطانة استقالتها من الحزب وانضمامها إلى زعيم الحزب السابق، جيرمي كوربن، النائب المستقل حالياً، لترؤس حزب جديد معه. وبررت سلطانة قرارها بأنه نابع من موقف حكومة "العمال” من الحرب في غزة. وطالما عبّرت سلطانة عن مواقف قوية من سياسة الحكومة من غزة.
وفي بيان استقالتها قالت: "اليوم، بعد 14 عاماً، أستقيل من حزب العمال”.

سلطانة: لن نتحمل المزيد من هذا، فنحن لسنا في جزيرة من الغرباء بل جزيرة تعاني

وأشارت سلطانة إلى دعم حكومة ستارمر للحرب الإسرائيلية على غزة كسبب لمغادرتها الحزب، قائلة: "هذه الحكومة هي فاعل نشط في الإبادة التي يعارضها الشعب البريطاني”.
وطالما عارضت النائبة العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية المستمرة بين حكومة "العمال” وإسرائيل.
واتهمت المؤسسة السياسية بتشويه "أصحاب الضمير الذين يحاولون وقف الإبادة في غزة ووصفهم بالإرهاب”، في إشارة واضحة لموافقة البرلمان يوم الأربعاء على تصنيف مجموعة العمل الفلسطيني (بالستاين أكشن) كمنظمة إرهابية محظورة.

وقالت سلطانة: "لن نتحمل المزيد من هذا، فنحن لسنا في جزيرة من الغرباء بل جزيرة تعاني”. وقالت إن الانتخابات العامة المقبلة سيكون الخيار فيها بين الاشتراكية أو البربرية.

وأضافت: "المليارديرات لديهم ثلاثة أحزاب يقاتلون من أجلهم، وحان الوقت لأن يحصل البقية منا على واحد”.

وقالت صحيفة "الغارديان”، في تقرير أعدته أليثا أدو، إن سلطانة أعلنت أنها ستقود الحزب أو التحالف المستقل مع كوربن، مع أن "الغارديان” فهمت أن هناك اتفاقاً مبدئياً حول إنشاء حزب، لكن توقيت وطبيعة القيادة لم يتم الاتفاق عليهما بعد.
وفي بيانها يوم الخميس، وصفت سلطانة، 31 عاماً، ويستمنستر، مقر القيادة التشريعية، بأنه "محطم”، وزعمت أن الحزبين التقليديين ليس لديهما ما يقدمانه سوى "إدارة التدهور والوعود المكسورة”. وحثت الداعمين على "الانضمام لنا” وخلق ما قالت إنه حزب جديد.
وقد فاجأ إعلانها البعض في التحالف، وكشف عن انقسامات حول الاستراتيجية. وفي الوقت الذي ظل فيه كوربن يتحدث عن خطط لإنشاء آلية أكثر تنظيماً للحملات اليسارية والمؤيدة للفلسطينيين، إلا أنه تجنب حتى الآن تأكيد أي هيكل رسمي أو ترتيبات قيادية.
ولم يلتزم كوربن، البالغ من العمر 76 عاماً، بتحويل المشروع إلى حزب، ولم يؤيد أي أدوار قيادية محددة. وعلمت صحيفة "الغارديان” أنه شعر بالإحباط من إعلان سلطانة من طرف واحد، ويعتبره البعض سابقاً لأوانه، وقد يكون له نتائج عكسية. وحتى الآن، اقتصرت تعليقاته العامة على تصريحات حذرة حول "اجتماع” المجموعة و”تقديمها بديلاً”، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وفي تعليقات له ببرنامج "بيستون” على قناة "آي تي في” أكد أن المحادثات جارية، لكنه لم يستبعد احتمالات أخرى مثل "تجمع [المستقلين] قد يتحد وسيكون هناك بديل”.
ويتردد كوربن، النائب عن دائرة إزلنغتون نورث، في حمل لقب الزعيم، لتفضيله اتخاذ القرارات الجماعية، ويعتقد أن فرض تسلسل هرمي في وقت مبكر جداً من شأنه أن يخاطر بتفتيت الائتلاف الهش أصلاً الذي أمضى شهوراً في تشجيعه على العمل معاً.
وانتُخبت سلطانة لأول مرة في ديسمبر 2019، وهي تجلس في مجلس العموم كنائبة مستقلة منذ أيلول/سبتمبر من العام الماضي، بعد أن تم إلغاء سلطة الانضباط الحزبي عنها بعد التصويت على إلغاء الحد الأقصى لإعانة الطفلين. وفي بيان لها في ذلك الوقت، قالت إنها "ستفعل ذلك مرة أخرى”، واتهمت الحكومة بالسعي إلى زيادة معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقاد كوربن "حزب العمال” من عام 2015 إلى عام 2020، قبل أن يتم تعليق عضويته بسبب رده على تقرير الحزب عن معاداة السامية. واحتفظ بمقعده في إزلنغتون نورث، العام الماضي، كمرشح مستقل.
ويضم التحالف المستقل أربعة نواب مستقلين آخرين تغلبوا جميعاً على مرشحي "حزب العمال” ونواب البرلمان بشأن موقف الحزب من غزة. ولدى المجموعة نفس عدد النواب، خمسة؛ مثل "حزب الإصلاح البريطاني” و”حزب الاتحاد الديمقراطي”، وأكثر من حزب الخضر و”بلايد كيمرو” الممثل لويلز (أربعة لكل منهما).

سلطانة: المليارديرات لديهم ثلاثة أحزاب يقاتلون من أجلهم، وحان الوقت لأن يحصل البقية منا على واحد

وفي بيانها الكامل، أضافت سلطانة: "قبل عام، تم تعليق عضويتي من قبل حزب العمال بسبب تصويتي على إلغاء حد إعانة الطفلين وانتشال 400,000 طفل من براثن الفقر. سأفعل ذلك مرة أخرى. وصوّت ضد إلغاء مدفوعات وقود الشتاء للمتقاعدين. سأفعل ذلك مرة أخرى. الآن، تريد الحكومة أن تجعل الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون، إنهم لا يستطيعون تحديد المقدار”.
وقد تُفكك هذه الخطوة تصويت يسار الوسط، وتشكل صداعاً لرئيس الوزراء كير ستارمر، الذي أعاد موضعة "حزب العمال” إلى مكان الوسط في السياسة.
وتضم مجموعة كوربن شوكت آدم، النائب عن ليستر ساوث، وأيوب خان، النائب عن برمنغهام بيري بار، وعدنان حسين، النائب عن بلاكبيرن، وإقبال محمد، النائب عن ديوزبري وباتلي.
وقبل بيان سلطانة، كان كوربن قد قال إن أي حزب جديد سيركز على مكافحة الفقر وعدم المساواة، وسياسة خارجية "قائمة على السلام لا الحرب”. وعندما سُئل عما إذا كان سيقود الحزب، قال: "أنا هنا للعمل. أنا هنا لخدمة الشعب بالطريقة التي حاولت دائماً القيام بها”. وأضاف: "لقد عملت مجموعة نواب التحالف بجد واجتهاد معاً، على مدار العام الماضي في البرلمان، ونحن نقترب من الذكرى السنوية الأولى لتأسيسنا”.
وفي أيلول/سبتمبر، ألقى كوربن كلمة في اجتماع تأسيسي لحزب يساري أُطلق عليه "كوليكتيف”، حضره أيضاً الأمين العام السابق لاتحاد يونايت، لين ماكلوسكي، وعدد من المرشحين المستقلين السابقين. وعبّرت شخصيات بارزة في المجموعة عن أملها في أن يكون الحزب حاضنة لقادة مستقبليين يمكنهم أن يحلوا محل كوربن كرمز لليسار، والتنافس على مقاعد في الانتخابات العامة المقبلة.
وفي الاجتماع الخاص، قال المؤسسون إنهم سيبدأون بوضع هياكل ديمقراطية لإطلاق حزب جديد. وصرّح مصدر مقرّب من كوربن بأن حضوره لم يكن تأييداً رسمياً، وإنه حضر الاجتماع "للاستماع إلى آراء متنوعة حول مستقبل اليسار، ومشاركته”. وهناك توقعات بانضمام أعداد من النواب، بمن فيهم المنشقون عن "حزب العمال”، ما يؤدي إلى تشكيل كتلة برلمانية مميزة، تمثل صداعاً كبيراً لستارمر.

مواضيع قد تهمك