الأخبار

عز الدين الحداد قائد “حماس” الجديد أمام اختبار وقف إطلاق النار: صفقة مشرفة أو حرب تحرير واستشهاد

عز الدين الحداد قائد “حماس” الجديد أمام اختبار وقف إطلاق النار: صفقة مشرفة أو حرب تحرير واستشهاد
أخبارنا :  

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز” تقريرًا أعده آدم راسغون ورونين بيرغمان، قالا فيه إنه في الوقت الذي تضغط الولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”، فإن قرار الحركة المسلحة سيعتمد بشكل كبير على قائدها الفعلي الجديد في غزة.

مسؤول استخباراتي: الحداد يرى في تاريخ المقاومة الشيشانية ضد الحكم الروسي مثالًا ينبغي على "حماس” في غزة أن تحذو حذوه

تولى القائد عز الدين الحداد قيادة الجناح العسكري في غزة بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية محمد السنوار، وفقًا لمسؤول استخباراتي كبير في الشرق الأوسط وثلاثة مسؤولين دفاعيين إسرائيليين تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، للكشف عن تفاصيل حساسة. يوم الخميس، قال العميد إيفي ديفرين، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الحداد هو القائد الجديد لـ "حماس”.

وأضاف المسؤولون أن الحداد، وهو في منتصف الخمسينات من عمره، ساعد في التخطيط للهجوم الذي قادته "حماس” في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ويُعتقد أنه يعارض بشدة الجهود الإسرائيلية لإزاحة "حماس” من السلطة، ما يشير إلى أنه قد يعيق أي مسعى لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين قبل انتهاء الحرب في غزة بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية.

وقال مايكل ميلشتين، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلي السابق، المتخصص في الشؤون الفلسطينية: "لديه نفس الخطوط الحمراء التي وضعها من سبقوه”.

ويُعتقد أن الحداد يقيم في مدينة غزة، مسقط رأسه. وقال، في الأسابيع الأخيرة، إنه إما سيتوصل إلى "صفقة مشرفة” لإنهاء الحرب مع إسرائيل، أو ستصبح الحرب "حرب تحرير أو حرب استشهاد”، حسبما قال مسؤول الاستخبارات الشرق أوسطي.

وفشلت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و”حماس” مرارًا وتكرارًا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ما أدى إلى إطالة معاناة المدنيين الفلسطينيين وأسر الرهائن.

لكن، على مدار الأسبوع الماضي، كانت إدارة ترامب تدفع باتجاه وقف الأعمال العدائية، وساعدت في صياغة اقتراح جديد، يبدأ بوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، تُجرى خلاله محادثات حول إنهاء الحرب. وحتى يوم الخميس، كان قادة "حماس” يتداولون مسألة الموافقة على الاقتراح.

ولم يستجب عزت الرشق، المسؤول الكبير في "حماس”، لطلب التعليق.

وكانت العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق بين "حماس” وإسرائيل هي استمرار أيّ وقف لإطلاق النار. وقد أصرت "حماس” على إنهاء دائم للحرب في غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه يجب أولًا تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لـ "حماس”.

منذ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كان الحداد هو القائد الكبير الوحيد في "حماس” الذي أجرى مقابلة مسجلة، حيث ظهر في فيلم وثائقي بثته قناة "الجزيرة” أواخر كانون الثاني/ يناير.

وقال، ووجهه مغطى بظل داكن: "على قيادة الاحتلال، المدعومة من أمريكا والغرب، أن ترضخ لمطالبنا العادلة”. وأضاف أن هذه المطالب تشمل الانسحاب من غزة، ووقف الحرب، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، والسماح بإعادة إعمار غزة، ورفع القيود المفروضة على دخول وخروج البضائع.

وفي المقابلة، تحدّث أيضًا عن خداع "حماس” لإسرائيل، قبل هجوم أكتوبر 2023، وقال إن الجماعة المسلحة أبلغت حلفاءها بخططها العامة لذلك. لكنه أضاف أن الجماعة لم تكشف عن التوقيت الدقيق، ولم يوضح التفاصيل التي قدمتها "حماس” لحلفائها.

الحداد، المعروف بين رفاقه باسم "أبو صهيب”، هو أحد القادة الأحياء القلائل المتبقين الذين خدموا في مجلسه العسكري رفيع المستوى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. في ذلك الوقت، كان يشغل منصب قائد فرع "حماس” في مدينة غزة. وقد قُتل محمد الضيف، قائد الجناح العسكري، ونائبه مروان عيسى، في عام 2024.

سجلات وزارة الصحة في غزة تشير إلى أن الابن الأكبر لعز الدين الحداد، صهيب، كان من بين الشهداء خلال الحرب

ويُعتقد أن رائد سعد، العضو القوي في المجلس، والحليف المقرّب من الحداد، لا يزال على قيد الحياة، وفقًا لمسؤول الاستخبارات الشرق أوسطي وأحد مسؤولي الدفاع الإسرائيلي.

في حين فشل الجيش الإسرائيلي في قتل الحداد، فإن سجلات وزارة الصحة في غزة تشير إلى أن ابنه الأكبر، صهيب، كان من بين القتلى خلال الحرب. وفي نيسان/ أبريل، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) مقتل محمود أبو حصيرة، الذي وصفه بأنه الذراع الأيمن للحداد.

وقد قُتل أكثر من 50,000 شخص في الحرب، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، كما حوّلت الحملة الإسرائيلية المدن إلى أنقاض، وعجّلت بأزمة إنسانية، حيث كافح الفلسطينيون للعثور على الطعام والمأوى. ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، أمضى الحداد، وهو متحدث باللغة العبرية، وقتًا مع رهائن في شمال غزة.

في أواخر مايو/ أيار، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن إسرائيل كانت تنوي قتل الحداد وخليل الحية، كبير مفاوضي "حماس” المقيم في قطر، والذي تظهر وثائق "حماس”، التي جلبها الجيش الإسرائيلي من غزة، مشاركته في التخطيط لهجوم تشرين الأول/ أكتوبر.

وأضاف مسؤول الاستخبارات الشرق أوسطي أن الحداد يرى في تاريخ المقاومة الشيشانية ضد الحكم الروسي، في تسعينيات القرن الماضي، مثالًا ينبغي على "حماس” في غزة أن تحذو حذوه. لسنوات، خاض المقاتلون الشيشان معارك مع القوات الروسية في حرب دمّرت المنطقة.

مواضيع قد تهمك