الأخبار

حمادة فراعنة يكتب : تحولات تحتاج إلى الوقت

حمادة فراعنة يكتب : تحولات تحتاج إلى الوقت
أخبارنا :  

خاطب الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الإسرائيليين بقوله: «خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا» لم يكتفوا بما فعلوه: قتلوا أكثر من خمسين ألف شهيد، ارتقوا بقصف كافة أنواع أسلحة المستعمرة، وأصابوا وعطلوا أكثر من 130 ألف جريح؟؟ لم يكتفوا بما فعلوه: دمروا ثُلثي مباني ومساكن ومنشآت قطاع غزة، تدميرها بالكامل، لم يكتفوا بما فعلوه!!
القتل والدمار الإسرائيلي للفلسطينيين متواصل، بلا توقف، كثفوا من غاراتهم وهجماتهم على مباني العائلات وخيم النازحين ومراكز الإيواء، كلما تداول خبراً عن فرصة وقف إطلاق النار، إنهم يستهدفون البشر المدنيين، بشكل متعمد مقصود.
نتنياهو فشل وأخفق في تحقيق أهدافه الثلاثة:
1 - إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بدون عملية تبادل، بل لم يكتشف أماكن اختفائهم، رغم احتلاله لكامل قطاع غزة.
2 - لم يتمكن من إنهاء المقاومة الفلسطينية وتصفيتها في قطاع غزة، رغم اغتياله العديد من قياداتها العسكرية والأمنية والسياسية.
3 - عجز عن طرد وتشريد وترحيل أهالي قطاع غزة، إلى سيناء المصرية.
حربه المجنونة مازالت متواصلة، رغم الضغوط التي يواجهها من قبل أطراف عديدة، لوقف هجماته الشريرة المتطرفة العرقية، على قطاع غزة:
1 - من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين، وتظاهراتهم الاحتجاجية، والمتوقع أن تتسع لتشمل شرائح جديدة، مطالبين التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومعهم رموز وقادة المعارضة الحزبية والسياسية والبرلمانية.
2 - من قبل القيادات العسكرية والأمنية التي وصلت إلى قناعة مفادها: « لا يوجد أي هدف استراتيجي يمكن تحقيقه في استمرار الحرب على قطاع غزة، باستثناء قتل المزيد من المدنيين، وتدمير حياتهم».
3 - من قبل مظاهرات الشعوب الأوروبية، وطلبة الجامعات الأميركية، التضامنية مع فلسطين وضد سياسات المستعمرة.
وها هي تأتيه المطالبة الرابعة من قبل حليفه، وخليله، وداعمه، والمتطابق معه: الرئيس ترامب، الذي أعلن العمل والتدخل لعدم تقديمه للمحاكمة، وتخليصه منها مقابل وقف إطلاق النار.
نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار، ومصلحته في مواصلة الحرب، حتى تبقى حجة لديه نحو عدم تشكيل لجنة تحقيق على «التقصير» الذي وقع فيه يوم 7 أكتوبر 2023، و»التقصير» في معالجة تداعيات 7 أكتوبر حيث فشل وأخفق، ولذلك يرغب في مواصلة الحرب تهرباً من تشكيل لجنة تحقيق لأن الحرب لم تتوقف بعد، وأهدافها لم تتحقق بعد، ولهذا أعلن الرئيس الأميركي تدخله لينقذه مما هو فيه من تورط: تورط الاخفاق والفشل، وتورط تشكيل لجنة تحقيق، وتورط تقديمه للمحاكمة.
تقديمه للمحاكمة على خلفية الفشل والاخفاق والتقصير، وهذه ليس لها علاقة بمواصلة محاكمته بقضايا الفساد وحصوله على الاعطيات والهبات والرشوة، بل مقتصرة على التقصير السياسي في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
التحالف الأميركي الإسرائيلي، كما كان، ما زال قوياً متماسكاً، وخاصة من الحزب الجمهوري، الأكثر انحيازاً لليمين المتطرف العدواني الذي يقوده نتيناهو، ومظاهر التغيير الذي بدأ سواء لدى الأميركيين أو الأوروبيين، على خلفية عاملين مهمين: أولهما تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده، وثانيهما عدوانية المستعمرة الإسرائيلية وتطرفها والجرائم التي تقترفها، ولكن هذا التغيير يحتاج لوقت حتى يصل هذا التحول إلى مؤسسات صنع القرار الحزبي، البرلماني، الرئاسي إنعكاساً لإفرازات الرأي العام الذي بدأ أكثر تفهماً لمعاناة الفلسطينيين وتطلعاتهم المشروعة نحو الحرية والاستقلال، وأكثر تفهماً لحقيقة المستعمرة كمشروع استعماري توسعي عنصري متطرف. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك