عين على القدس يناقش معاني الهجرة النبوية في حياة المقدسيين

)- ناقش برنامج "عين على القدس"، الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين،
معاني الهجرة النبوية في حياة المرابطين المقدسيين، في ظل الأوضاع السيئة
التي تعيشها المدينة المقدسة وأهلها، بسبب تصاعد الإجراءات التي تقوم بها
سلطات الاحتلال بهدف تهويدها.
وعرض تقرير البرنامج مشاهد من الاحتفال
الذي نظمته مديرية أوقاف القدس في المسجد الأقصى المبارك، حيث تحدث عدد من
المشاركين في هذا الاحتفال عن معاني هذه الذكرى وأثرها في صمود المقدسيين.
وقال
مفتي القدس والديار المقدسة، الشيخ محمد حسين، إن ذكرى الهجرة النبوية
تعني لكافة المسلمين أنه، مهما كان الضيق، ومهما كانت الملاحقة للحق
وأتباعه، فلا بد أن ينتصر هذا الحق، الأمر الذي جسدته الهجرة النبوية
الشريفة لنبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وأضاف: "في
الذكرى الـ1447 للهجرة، أقول للمسلمين إن المسجد الأقصى أمانة في أعناقكم،
لأنه من أسس العقيدة، ومن متعلقات النبي عليه الصلاة والسلام"، داعيا
المسلمين كافة إلى الحفاظ على المسجد، وشد الرحال إليه، ليبقى عامرا
بالمسلمين.
وقال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد
الأقصى المبارك، الشيخ محمد عزام الخطيب، إن المسجد الأقصى عاد لاستقبال
المصلين بعد إغلاق دام 12 يوما بسبب الحرب بين الاحتلال وإيران.
وأشار
إلى حضور المصلين لأداء الصلوات والمشاركة في احتفال ذكرى الهجرة النبوية
الشريفة، الذي أقامته دائرة الأوقاف الإسلامية، موضحا أن الاحتفال كان
"متواضعا" نظرا لصعوبة وصول المصلين من خارج القدس بسبب الحواجز التي
أقامها الاحتلال حول المدينة.
من جهته، أكد مساعد مدير المسجد الأقصى
المبارك، الدكتور خالد العيساوي، أن عدد المشاركين في وقفية المصطفى صلى
الله عليه وسلم كان قليلا هذه العام، بسبب الظروف التي فرضتها سلطات
الاحتلال الإسرائيلي على القدس بشكل عام، والمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص،
حيث لم يستطع عدد كبير من المشاركين في الوقفية الحضور إلى المسجد الأقصى،
وقاموا بقراءة القرآن الكريم في بيوتهم، أو على أبواب المسجد.
ولفت إلى
أن الوقفية كانت في السنوات السابقة تتضمن أعدادا كبيرة من المسلمين،
الذين يحضرون من كل مكان، ويرابطون في المسجد ويقومون بقراءة القرآن
والدعاء فيه كل يوم. وشدد العيساوي على أن المسجد الأقصى "حق خالص للمسلمين
وحدهم ولا يحق لأي أحد منعهم من الوصول إليه والصلاة فيه".
وقال خطيب
المسجد الأقصى المبارك، محمد سرندح، إنه في ظل هذا الظلام الذي يخيم على
مدينة القدس القدس بأسرها والمسجد الأقصى المبارك، فإن المسلمين يستبشرون
خيرا بذكرة الهجرة النبوية التي جاءت بالتزامن مع إعادة فتح أبواب المسجد
الأقصى.
وأشار إلى أن جميع الفلسطينيين وأهالي بيت المقدس متآخين
ويشعرون ببعضهم البعض، ويتقاسمون سبل العيش والصمود فيما بينهم، خصوصا عند
التضييق عليهم من قبل الاحتلال.
من جهته، قال عميد كلية الشريعة في
الجامعة الأردنية، أ.د. عبد الرحمن الكيلاني، إن القرآن الكريم قد احتفى
بموضوع الهجرة النبوية احتفاء كبيرا، وتحدث عنها في أكثر من آية، مما يؤكد
أهمية هذا الحدث والدروس التي أراد الله أن نتعلمها منه، لأن "بناء الدول
وتشييد الحضارات يتم بالتخطيط، وحسن التنفيذ، والتوكل على الله تعالى،
والتضحية، والصبر، والثبات"، حيث إن الرسول الكريم وأصحابه قد عانوا كثيرا،
وضحوا في هذه الهجرة.
وأشار الكيلاني إلى أن صمود الفلسطينيين في وجه
الاحتلال، ودفاعهم عن مقدساتهم، يأتي "ثمرة للإيمان"، لأن الإنسان المؤمن
هو وحده من يستطيع الثبات والصمود والتضحية، بسبب ثقته بأن الله سينصره في
نهاية الأمر.
--(بترا)