الأخبار

مكرم احمد الطراونة : هل يملك أحدهم إجابةتأخرنا.. كما هي العادة!

مكرم احمد الطراونة : هل يملك أحدهم إجابةتأخرنا.. كما هي العادة!
أخبارنا :  

في صيف العام الحالي، حقق المنتخب الأردني إنجازا غير مسبوق، حين تأهل، وللمرة الأولى في تاريخه، إلى نهائيات كأس العالم، والتي ستقام صيف العام المقبل بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وقتها، كانت الحماسة تسيطر على جميع الأردنيين؛ أفراد ومؤسسات، لذلك سمعنا كثيرا من الكلام عن "خطط طموحة" لتدشين استراتيجية متكاملة تترافق مع هذا الحدث الاستثنائي، من أجل تسويق الأردن سياحيا واستثماريا، تماما كما تفعل جميع الدول في سياق كهذا.
لكن، يبدو أن الحماسة التنظيرية شيء، وتنفيذ الأفكار شيء آخر مختلف، إذ سرعان ما غرقنا في الهموم اليومية، وتناست المؤسسات المعنية الأمر برمته، ولم تنفذ سوى جزء يسير على شكل محتوى محدود، ربما من أجل "رد العين"، ولكنه بالتأكيد لم يكن بحجم الحدث ولا مواكبا له.
قبل يومين، نشرت "الغد" تقريرا أعدته شركة "مكانة 360"، ترصد فيه التفاعل الإلكتروني، والحديث الرقمي المرتبط بذكر الأردن، كاشفة ارتفاعا كبيرا فيه، وبزيادة 66 % خلال الفترة من 1 – 10 كانون الأول (ديسمبر)، بينما حصدت صفحة الأردن على ويكيبيديا أكثر من 40 ألف زيارة، بزيادة نحو 20 % من متوسط الزيارات الأسبوعي المعتاد، ووصل حجم التفاعل مع المحتوى الذي يذكر الأردن إلى 27.8 مليون تفاعل بزيادة 89 %.
هذه أرقام عالية جدا، وبمحتوى عادي ومحدود، فكيف كان يمكن أن تكون هذه الأرقام لو أننا نفذنا استراتيجية إعلامية شاملة، وزدنا مساحة المادة المكتوبة والبصرية التي تتحدث عن الأردن؟!
يجب الاعتراف أن ثمة تأخيرا وتقصيرا في وضع خطة الترويج موضع التنفيذ، من أجل تحويل حضور الأردن في كأس العالم إلى منصة عالمية لبناء صورة الأردن كوجهة سياحية واستثمارية آمنة وجاذبة، وأن نروج قصة الأردن، كبلد صغير، بتاريخ عظيم، وموقع استثنائي، وفرص واعدة.
لا يجوز، بأي حال من الأحوال أن تظل جهودنا معتمدة على الحماسة الآنية و"الفزعة"، من دون أن نعمد إلى تخطيط حقيقي، ووضع أهداف محددة بمعايير أداء واضحة. فمن الإجحاف بحق بلدنا ألا يكون هناك محتوى متنوع يستعرض الواقع السياحي، خصوصا البترا ووادي رم والبحر الميت والعقبة، والأماكن الأثرية التي تحفظ ذاكرة البشرية منذ آلاف السنوات.
ينبغي لنا أن نوفر، وبكل اللغات الحية، محتوى مرئيا ومكتوبا عن السياحة العلاجية، والسياحة الدينية، وسياحة المغامرة، وأن يعرف المتصفح أن الأردن واحة أمان واستقرار، رغم هدير العنف في المنطقة والعالم، كما لا بد أن يدرك أننا بلد مليء بالفرص الاستثمارية التي قد لا يوفر كثير منها بلد آخر، خصوصا في قطاعات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الرقمية، والتعليم العالي، وقطاع الخدمات، مع ما يوفره الأردن من اتفاقيات تجارية عديدة، تسهل عمليات التصدير والتبادل التجاري مع القارات جميعها.
ولكن، قبل كل شيء، يجب أن نعرّف المتابعين أن الاستثمار عندنا آمن ومضمون، فنحن بلد يحكمه القانون، وأن القضاء لا يحابي أحدا على حساب أحد، فليس للمواطن أفضلية على غير المواطن حين الاحتكام للقانون.
يجب أن يكون هناك، أيضا، محتوى يستعرض الحياة الاجتماعية والثقافية، ونسب التعليم والعالية، والاستقرار السياسي الذي تحظى به المملكة التي دخلت مئويتها الثانية منذ سنوات، راسمة لنفسها خطا واضحا في الاعتدال والتسامح، إضافة إلى محتوى يركز على ثقلها السياسي الإقليمي، والدور المحوري الذي تقوم به في هذا السياق.
تأخرنا في إنجاز هذا الأمر؛ نعم، ولكن لا يجوز أن نتأخر أكثر من هذا، فلبلدنا حق علينا، ويجب أن نظهره على أبهى صورة. ــ الغد

مواضيع قد تهمك