الأخبار

ياسر كنعان يكتب : الشرق الاوسط الجديد

ياسر كنعان يكتب : الشرق الاوسط الجديد
أخبارنا :  

كتب ياسر كنعان

باتت رياح التغيير التي اطلقتها وزيرة الخارجية الامريكيه السابقه كونداليزا رايس وما وصفته بالفوضى الخلاقه واشعال المنطقه بما سمي بالربيع العربي لخلق تقسيم جيوسياسي ودويلات مجتزأه تقوم على قواعد ايدولوجيه بطابع قومي او ديني او عرقي وطائفي وبما يتماهى مع الطرح الاسرائيلي لقبول كيان دوله يهوديه تخلو من التعدديه سوى العرق اليهودي مما يعني إفراغ فلسطين التاريخيه من كافة أهلهاالعرب والقضاء على ما تبقى من الحلم بإقامة دوله فلسطينيه وايضا بما تابعته الإدارة الامريكيه اللاحقه بإنشاء فكرة داعش وتمويلها باعتراف هيلاري كلينتون لنفس الهدف المنشود ولكن الفشل كان حليف تلكم الفترتين رغم استخدام أدوات مختلفع تحت شعارات دينيه تحرريه وديمقراطيه تعدديه لاقت قبولا شعبيا ببعض البلاد العربيه التي ثارت على انظمتها لعدم المناعه الذاتيه والوطنية والاقتصادية والأحكام العرفية التي سادت عند بعضها حتى كانت صورة المنحى الاخير في دموية المشهد اشبه ما تكون بالكارثيه والتي طالت الجميع وكشفت نوايا خطط المتغير الذاتي وبالتالي مقاومته وملاحقته ورفضه مطلقا
ان هذه الرياح المتحركه خارجيا باساليب متعدده تهدف لنفس الغرض ونفس الأهداف ولكن بوسائل مختلفه ومبتكره وتشهد حاليا منطقتنا محاولة المشهد الثالث في استنساخ الأهداف بقوة السيطرة العسكريه والقضاء على كل مقاومة للمشروع المخطط له لذا رأينا اصطدام المحور الاسرائيلي الغربي مع المحور الإقليمي الإيراني واذرعه مع بقاء محور الاعتدال بموقف المحايد او المتفرج دون أدنى تدخل حتى إلانساني والأخلاقي
وعلى الرغم من استخدام القوة المفرطة للكيان الاسرائيلي وحليفتها الولايات المتحده في ضرب المحور الإيراني بما يمثله هذا المحور من إسناد لساحة غزة المشتعله وانهاء المشروع النووي الإيراني باتفاق او بدون ليستكمل الكيان من إنهاء حالة غزة المستعصيه حتى الآن بدوامة من أشرس المعارك واطولها للكيان مع حالة شعبيه قل نظيرها في التاريخ من إبادة وتدمير وتجويع وتهجير وقتل لكل مكونات الحياة بسياسة الأرض المحروقة على مدار ما يقارب السنتين بجريمة تبث على الهواء مباشرة دون ان يستيقظ الضمير العالمي او حتى يحرك العجز بالمحور المعتدل أمام هذه الهجمه الشرسه

ان هذا المخاض المتحول من تغيير ذاتي إلى تغيير قسري ودولي لانهاء القضيه الفلسطينيه والصراع بين الحق والقوة لن ينجح في ولادة كيان مجرم على انقاض جثث شعب بالكامل نذر نفسه بالتضحيه مهما كان الثمن والتحديات
ويبقى السؤال الدائم دون اجابه إلى متى يبقى ضمير العالم المتحضر غائبا رغم وضوح الصوره وبلطجة المجرم ومسانديه والى متى صوت هدير الموت وانين المرضى يبقى أليس للشعب الفلسطيني حق بالحياة كغيرهم من الشعوب اما آن للقانون الدولي ان ينتصر للحق اما آن لهذا الكيان الاحتلالي ان يخضع لمسائلة ما والى متى يبقى يدوس القانون الدولي ويرمي به عرض الحائط فماذا تقول أم لطفلها الذي يطلب شربة ماء فلم تجد له ويصارع رضيع موت الجوع لمنع وصول حليب الأطفال اليه ليستمر عداد الموتى بمئات الالاف
ان هذا الشرق الأوسط الجديد الذي لا يقوم على سلام عادل وشامل وحقيقي يعطي الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني والانسحاب من الأراضي العربيه المحتله لن يكون له مستقبل عند الشعوب العربيه لكيان غريب اليد والوجه واللسان ومهما كانت الأدوات وشدة الرياح والعواصف

مواضيع قد تهمك