الأخبار

لما جمال العبسة : «الهسبارا» معركة الوعي بين الحقيقة والتضليل الإعلامي

لما جمال العبسة : «الهسبارا»  معركة الوعي بين الحقيقة والتضليل الإعلامي
أخبارنا :  

«الهسبارا»، الأداة الدعائية الصهيونية التي وُلدت تحت شعار «الشرح والتوضيح»، لم تكن يوماً مجرد وسيلة إعلامية، بل منظومة بروباغندا ممنهجة تستهدف تشويه الحقائق وتزييف المواقف، خاصة حين يتعلق الأمر بالأردن وموقفه الأصيل تجاه القضية الفلسطينية، فالأردن، قيادةً وشعباً وحكومةً، ظل ثابتًا في دعمه للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ورافضاً الاعتداءات الصهيونية على غزة والضفة الغربية، وهو ما جعله هدفاً مباشراً لمحاولات التضليل الرامية إلى إضعاف مصداقيته أمام العالم.
نسي العدو الصهيوني أن خصوصية العلاقة الأردنية الفلسطينية، الممتدة عبر التاريخ والجغرافيا والوجدان، تجعل من الأردن حجر عثرة أمام الرواية الصهيونية، فحدوده الطويلة مع فلسطين، وارتباطه العضوي بالقضية، والوصاية الهاشمية على المقدسات، كلها عوامل تفسر استهداف «الهسبارا» للموقف الأردني ومحاولاتها العبث بالوعي الجمعي، لكنها فشلت مراراراً أمام وعي الشعب الأردني الراسخ.
لقد حاولت «الهسبارا» تصوير الموقف الأردني وكأنه متذبذب أو خاضع لضغوط، بينما الحقيقة أن الأردن يعلن مواقفه فوق الطاولة بلا مواربة، رافضاً العدوان على غزة والضفة، ومؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين المركزية، ومع ذلك، يتبنى كثير من صناع القرار الغربيين روايات «الهسبارا»، وينقلون أكاذيبها حول الموقف الأردني عبر وسائل الإعلام.
الإعلام الأردني بدوره لعب دوراً بارزاً في تفنيد هذا التضليل، عبر نشر الحقائق وإبراز المواقف الرسمية وتغطية الجرائم الصهيونية بموضوعية، فيما جاءت تصريحات جلالة الملك لتؤكد أن الحل يكمن في إنهاء العدوان وإقامة الدولة الفلسطينية ووقف قضم أراضي الضفة واحترام السيادة الهاشمية على المقدسات، وأن القدس هي العاصمة الفلسطينية، وهي مواقف لا يتنازل عنها الأردن.
ومع تطور الزمن، لم تتوقف «الهسبارا»، بل ولّدت ما يُعرف بالذباب الإلكتروني، الذي يُستخدم لنشر الشائعات والتشكيك بالمواقف وإغراق الفضاء الرقمي برسائل مضللة، وهكذا أصبحنا أمام وجهين لعملة واحدة... الهسبارا التقليدية والذباب الإلكتروني الحديث، وكلاهما يسعى إلى ضرب المواقف الأصيلة وتشويه الحقائق، لكنهما يواجهان في الأردن إعلامًا واعيًا ووعيًا شعبياً حصيناً.
إن استمرار هذه المعركة الإعلامية يفرض على الأردن تعزيز أدواته في التصدي، عبر الاستثمار في الإعلام التقليدي والرقمي، وصياغة خطاب استراتيجي متماسك يخاطب العالم بلغاته المختلفة، ليبقى الأردن كما كان دائماً سنداً للقضية الفلسطينية، متجاوزاً أدوات التضليل مهما تعددت.

مواضيع قد تهمك