خلدون ذيب النعيمي : شكراً على دفقات الهمة يا أصحاب الهمة
نعم، صفقت هاماتنا وقلوبنا لهم قبل ايدينا نحن الحاضرين في الحفل الذي
نظمته الجامعة الهاشمية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي
يصادف في الخامس من شهر كانون الأول من كل عام وكان عنوانه الأكبر مشاعر
الفخر والانجاز التي عاشها الحضور بنجاحات طلبة الجامعة من ذوي الإعاقة،
الحفل بتفاصيله المنوعة كان بمثابة التذكير الدائم ان العطاء والتفوق يلازم
الإرادة قبل ابجديات القدرة التقليدية، فمقولة فاقد الشيء هو أحياناً خير
من يعطيه تجسدت حقيقة ان امتلك الإرادة والأمل والثقة بالنفس في تحد
لقوانين اليأس والرضا بالواقع كتبرير مقنع برضا العجز ونظرات البعض التي
يملئوها ادراك ان الحرج عن الفعل هو المسيطر على تلك النظرات.
نعم، كانت
رسالة اختصرها اصحاب الهمة ببساطة في انشودتهم التي رددوها بكل ما يملكون
من مهارة وارادة «مين يقول احنا ما نقدر» فكانت بمثابة الرسالة القوية
للجميع «بلى نحن أهل لكل مفيد وجميل» وكانت ايضاً بمثابة الهزة العنيفة لكل
من ينظر لهم بنظرات الشفقة بان يعيد تقييم نظرته، فمن عبق حفلهم رسالة
لخصها راعي الحفل رئيس الجامعة الهاشمية الاستاذ الدكتور خالد الحياري حين
خاطبهم قائلاً « «أنتم رسالة أمل لكل من يواجه تحدياً وشاهد حيّ على أن
الإرادة الصادقة التي تصنع المستحيل، كل خطوة تخطونها هي نورٌ يفتح الطريق
لغيركم وكل إنجاز تحققونه هو مصدر فخر للجامعة والوطن»، فكانت بمثابة
الرسالة لهم ولأسرهم التي عززت الثقة بنفس ابنائها ولم تنظر لهم كعار يخجل
منه ويستوجب الرضا بواقعه بل كان الاهتمام بهم ليأخذوا مكانهم الذي يستحقوه
في الأسرة كعنوان عطاء يمهد لدورهم المستقبلي المنشود في خدمة مجتمعهم
ووطنهم.
نعم، غلبتنا الدموع نحن الحاضرين ونحن نرى شباب وصبايا الهمة
وهم يتحدثون لنا عن قصص نجاحهم التي لم يكن لواقع بعضهم الصحي ونظرات البعض
السلبية لهم دوراً في منع ابرازها وتحقيقيها، ولكننا نعترف انها كانت دموع
الإكبار والتبجيل لهم ولأسرهم الكريمة ولكل من انار شمعة ووضع مدماك في
طريق مجدهم ولم تكن دموع الشفقة «لا سمح الله» وهم ابعد أن يوضعوا بنجاحهم
في هذا الإطار، فهم كما وصفهم عميد شؤون الطلبة بالجامعة الدكتور ايمن
عليمات بكلمته التقديمية «جزء من نبض الجامعة وحضوركم يُلهمنا كما يُلهم
الآخرين ففي كل طالب من ذوي الإعاقة طاقة تستحق الاكتشاف، وموهبة يجب أن
تجد طريقها للنور».
نعم، أطربوا قلوبنا ومسامعنا بزهو وفخر تجربة الوصول
لنجاحهم الخاص والمجتمعي وما رافقه من صعوبات، وغنوا بقلوبهم وبعطائهم
ومشاعرهم الصادقة للأردن والملك والجيش في دبكتهم الشعبية التي رقصناها
معهم بكل ما نملك فهم بحق عنوان العطاء لكل من يتذرع بالعجز لسبب او لأخر،
فشكرا لكم يا اصحاب الهمة على دفقات الهمة التي ألهبت ارواح وانفس كل من
حضر حفلكم، وشكراً لأسرهم كشركاء أصيلين في هذا العطاء وشكراً لرئيس
الجامعة الذي كان يطمئنهم بحسه الأبوي بأن اصرار الجامعة دائم لتوفير بيئة
تعليمية شاملة وداعمة تضمن التمكين الحقيقي لطلبتها من ذوي الإعاقة وتعزز
مسيرتهم الأكاديمية والإبداعية، وبطاقة شكر كبيرة ايضاً لمسؤولة الطلبة ذوي
الاعاقة في عمادة شؤون الطلبة الرائعة أمل العموش واقول لها :عفاك «خيتي»
أم ضيف الله على جهدك الطيب وأنا أرى دموع الفرح بعينيك وأنت تتابعين رواد
الحفل من أصحاب الهمة كأبناء لك يحفهم دعائك وجهدك الصادق، لهؤلاء جميعاً
أقول شكراً وفي ميزان أعمالكم إن شاء الله.
ــ الدستور