نيفين عبد الهادي : بجهود أردنية عودة قوافل المساعدات لغزة
ضغوط أمريكية على إسرائيل علت وتيرتها خلال الأيام الماضية، جرّاء جهود أردنية لإدخال المساعدات إلى الأهل في غزة، عبر المنافذ الأردنية، هي الحقيقة كاملة وراء عودة فتح جسر الملك الحسين، معبر الكرامة، وإعادة إرسال المساعدات الأردنية من خلاله إلى قطاع غزة، هي جهود لم تتوقف لأكثر من شهرين ونصف، وصولا لهذا الانتصار الأردني لغزة وعودة تدفق المساعدات الأردنية.
على الرغم مما تضمنه اتفاق شرم الشيخ الذي جاء باقتراح أمريكي وضم 20 بندا، من ضرورة ضمان تدفق المساعدات للأهل في غزة، وزيادة كمياتها بما يتناسب واحتياجات القطاع، إلاّ أن إسرائيل لم تلتزم بذلك، كما لم تلتزم بجزء كبير مما تضمنه الاتفاق ولعلّ أبرزه هو وقف إطلاق النار، فيما لم يقف الأردن مكتوف الأيدي تجاه هذه العقبات الإسرائيلية، فقد رافق توزيع المساعدات داخل القطاع من خلال شركاء الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية من داخل القطاع، الكثير من الجهود التي لم تتوقف لغايات فتح معبر الكرامة وإعادة إرسال المساعدات الأردنية لغزة، عبر المنافذ الأردنية، وفي ذلك خطوة متقدمة بل إنجاز حقيقي ليكون الأردن له دور رئيسي في دعم الأهل في غزة إنسانيا وإغاثيا.
وبحسب تصريحات رسمية، فإن القرار الإسرائيلي يأتي بعد ضغوط أمريكية، ناتجة عن تحرك أردني وضغط ظل مستمراً طوال الفترة الماضية، في جهود جبّارة قادت لقرار إسرائيلي بالموافقة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر جسر الملك الحسين (معبر الكرامة) بعد توقفها لأكثر من شهرين ونصف، ليكون الأردن كما هو دوما بعيدا كل البُعد عن مساحات القول، ذلك أن مواقفه دوما عملية حقيقية تأخذ الأمور نحو التنفيذ بما هو مجسد على أرض الواقع.
القرار الإسرائيلي بالسماح بإدخال المساعدات الأردنية لغزة عبر معبر الكرامة جاء بعد يوم واحد من لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بسفير الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة مايك والتز، ليتم بعد ذلك بساعات إعادة إرسال المساعدات الأردنية، فهو الهدف الأردني النبيل الذي قاد في سبيله جهودا ضخمة بقيادة جلالة الملك، وصولا لتحقيق هذا الإنجاز العظيم، هذه هي الحقيقة كاملة لعودة إرسال المساعدات الأردنية إلى غزة عبر المنافذ الأردنية، فالأردن لم يتوقف عن الضغط لإعادة فتح المعبر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر المنافذ الأردنية.
يقف الغزيون اليوم وعيونهم ترقب العون الأردني الذي طالما لامس احتياجاتهم، ورغم عدم غيابه عن تفاصيل وجعهم، إلاّ أن عودة المساعدات القادمة من الأردن حتما تكمل جهودا عظيمة لم تتوقف إنسانيا وإغاثيا، ليكون المزيد من العطاء المتقدّم على كل مساعي العون الإنساني لهم، فالأردن قدّم العون الطبي والغذائي والإغاثي والمأوى والتعليمي وكسوة الشتاء، وبقيت المستشفيات الميدانية تعمل دون توقف، فهو العون الواقعي الذي لم يتوقف، وها هو يعود بجهود ضخمة خلال أكثر من شهرين ونصف لتصل المساعدات من عمّان بسواعد النشامى عونا وسندا، والأهم أنهم ليسوا وحدهم فالأردن معهم لن يخذلهم.
حقيقة عودة قوافل المساعدات الأردنية لغزة، واحدة وواضحة، فقد جاءت بعد جهود أردنية ضخمة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ومساعٍ لم تتوقف بضرورة إرسال المساعدات من خلال معبر الكرامة، هذه هي الحقيقة كاملة، فهو الأردن الوفي والسند الحقيقي للأهل في غزة.