سلطان الحطاب : احتلال مؤسسات الأمم المتحدة
احتلت اسرائيل أمس مقر الأونروا ،(وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، )في المركز الرئيسي في القدس ورفعت عليه العلم الاسرائيلي واعتبرته ثكنة تابعة للجيش وسط علم العالم وامام بصره ودوله المنخرطة في الأمم المتحدة وعددها 193 دولة، تتحداهم اسرائيل بذلك كما تحدت المحكمة الجنائية الدولية وامتنعت عن تنفيذ قراراتها، وحتى قرارات الأمم المتحدة جميعها والمتعلقة بالقضية الفلسطينية وعددها 596 قراراً منذ عام 1947 الى عام 1967، و 131 قراراً من عام 1967 – 1989، وكلها عبر مجلس الأمن والجمعية العامة والمنظمات التابعة لها، وهذه القرارات بما فيها قرارات مجلس الأمن ظلت معطلة عن التطبيق، لأن اسرائيل تمارس بنفسها أن تكون فوق القانون الدولي، وهي في حماية الولايات المتحدة التي استعملت الفيتو لحماية اسرائيل من الادانة وعدد المرات 51 مرة، من اصل 89،وهي. عدد المرات التي استعمل فيها الفيتو الأمريكي في الأمم المتحدة.
حماية الولايات المتحدة عبر اداراتها المتعاقبة، شجع اسرائيل على ارتكاب حرب الابادة في غزة وعلى رفضها تطبيق أي قرار للأمم المتحدة، وهي ما زالت تحتل اراضي غزة بنسبة 45%، كما تحتل من أراضي سوريا التي مضى عليها عام ما تعادل مساحة الجولان وتزيد، كما تحتل أراضي لبنان ولم تنسحب منهابعد
لقد دمرت اسرائيل في غزة على حدود رفح مخازن الأنوروا وعرضتها للتدمير والنهب، كما احتلت المراكز التابعة لوكالة الغوث واعتقلت العاملين في الوكالة بتهم أرادت منها ادانة الوكالة ودورها وقد اعتقلتهم وفصلتهم من العمل، وعملت اسرائيل أمام العالم على الغاء، الأنوروا، وذلك لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1947، ومنع الوكالة من تأدية دورها رغم أن القضية الفلسطينية لم تحل بعد ومبرر اقامة الوكالة ما زال قائماً، والحاجة اليها تزداد بالحاح خاصة في غزة التي جرى تجويعها ووقف أسباب الحياة عنها.
في حين كانت الوكالة قادرة على أن تعمل الكثير وأن تصل بالمساعدات الانسانية لمن يحتاجها وبشكل يمكن أن يغطي النقص الكبير ويسد الكثير من الحاجات، بدل المنظمات الأخرى التي سمتها اسرائيل وأمريكا والتي حولت المساعدات الانسانية الى افخاخ وألغام لقتل المطالبين بها وقد وسقط جراء ذلك أكثر من 2200 شهيدا وغيرهم من الجرحى.
لقد أعلنت وكالة الغوث أنها راغبة أن تواصل دورها وأنها بحاجة الى الدعم الدولي في ذلك ومساعدتها، كونها جهاز مختص وقادر على تقديم المساعدة في غزة ولديها الخبرات الاحترافية الكافية والمجربة.
لقد عمدت اسرائيل بكل الوسائل على تشويه وكالة الغوث ودورها، وشنت لذلك حملات قاسية في وسائل الاعلام العالمية، وقد شيطنت الوكالة ودورها، ولكن الوكالة التي عبرت الأمم المتحدة عن دعمها على لسان الامين العام للأمم المتحدة، واجهت تحديات اسرائيل التي أدانتها الأمم المتحدة على أعمالها ضد الوكالة بشكل صريح.
لقد حاولت اسرائيل تجفيف منابع دخل الوكالة وميزانيتها والاعتداء على مقراتها ومعاقبة العاملين فيها، وما زالت تعمل حين احتلت مقر الوكالة في القدس ورفعت عليه العلم الاسرائيلي بكل وقاحة.
لقد تصدى الأردن للمخططات الاسرائيلية في هذا المجال، لانها أثاره تصيبه باعتباره أكبر الدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين
وقطع المساعدات عنهم وعن اللاجئين في غزة، والدول الأخرى المضيفة مثل سوريا ولبنان خاصة، وحتى مخيمات الضفة الغربية.يزيد الامور تعقيدا
لقد كان صوت الأردن في ذلك عالياً وجهوده الدبلوماسية فاعلة في اعادة انتاج موقف دولي مختلف وفي اقناع كثير من الدول باستئناف مساعداتها للوكالة، وفي تاكيد دورها الذي أقره مجدداً الأمين العام للأمم المتحدة، ومن هنا جاء رد اسرائيل على ذلك ليستمر ذلك كله جزء من الصراع حول القضية الفلسطينية التي مازالت في الامتحان ... ــ الراي