الأخبار

د. احمد يعقوب مجدوبة : حول تصنيف الجامعات

د. احمد يعقوب مجدوبة : حول تصنيف الجامعات
أخبارنا :  

منذ ظهورها في مطلع الألفية، بدأ الاهتمام يزداد بتصنيفات الجامعات؛ وما زال الأمر كذلك.

بدايةً كان السؤال الجوهري: متى تكون جامعاتنا، أو بعضها، من ضمن أول 500 على العالم؟

ومؤخراً، دخلت الجامعة الأردنية ضمنها في أحد أهم التصنيفات، «كيو أس»، كما دخل العديد من التخصصات فيها وفي بعض الجامعات الأردنية ضمن أول 500.

ومنذ مدة دخل عدد من تخصصات الجامعة الأردنية وبعض الجامعات الأردنية في مراكز متقدمة ضمن أول 500 في التصنيف الأصعب (شنغهاي)، وإن لم تتمكن أي من جامعاتنا من الدخول في قائمة أول 500 فيه ضمن التصنيف العام، مع أن الجامعة الأردنية بدأت تُدرج ضمنه مؤخراً.

ويلاحَظ كذلك، أن التصنيف العام لعدد من جامعاتنا، العامة والخاصة، آخذٌ في التقدم، وبالذات ضمن تصنيف كيو أس؛ ونأمل أن يدخل بعضها قريباً فئة أول 500 مع الجامعة الأم.

وهذه إنجازات مهمة، تُسجل لجامعتنا وللتعليم العالي، وتأتي نتيجة طبيعية للجهود التي تبذلها الإدارات المعنية. وما يُعزّز من أهميتها تواضع إمكانات جامعاتنا، وبالذات العامة منها، مقارنة مع نظيراتها إقليمياً وعالمياً.

الحديث ذو شجون هنا، لكنني أرغب بتسجيل ثلاث ملاحظات، من باب التأكيد على بعض الحقائق التي يجب أن لا تغيب عن الذهن.

أولها، أن مشاركتنا في التصنيفات، وأخذها على محمل الجّد، أمرٌ في غاية الأهمية، لأن العديد من الجهات، وبالذات إقليمياً ودولياً، تأخذ بالتصنيفات عندما ترغب بالحكم على جامعاتنا لأي غاية تنشدها، ومنها الدخول في مشاريع تعاون أو إرسال طلبة أو استقطاب أعضاء هيئة تدريس أو إداريين، من ضمن غايات أخرى.

نؤكد على ذلك لأننا نسمع بين الفينة والأخرى من يُقلل من أهمية التصنيفات أو من يُثني على انسحاب بعض الجامعات منها. وأُذكّر هنا بأنني ما أزال أذْكرُ بوضوح عبارة أحد خبراء التعليم العالي في مؤتمر حضرته مطلع الألفية والذي أنهي ورقته حول التصنيفات، بقوله «إنّها وُجدت لتبقى».

ثانيها، أن الفائدة من المشاركة في التصنيفات والحصول على مراكز متقدمة فيها تتمثل بالدرجة الأولى ليس في التصنيف الذي تحصل عليه الجامعة، بل في التطوير والتحديث المصاحبين لذلك والناجمين عنه. ومن هنا فمن المهم إدراك أن التصنيف ليس غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لغاية أسمى، وهي تَقدُّم أداء الجامعة ورفعتها. مُهمٌ للطالب الحصول على علامة «أ»، لكن الأهم هو التعلم الذي يُحققه. والمبدأ ذاته ينطبق على التصنيفات.

ثالثاً، ومع إدراكنا لأهمية التصنيفات، فإننا نؤكد أيضاً على أهمية معرفة حدودها ومحدداتها. مهم، بمعنى آخر، تَذكّر أن التصنيفات تُركّز على محاور محددة، يتم التقييم بناءً عليها، وأن هذه المحاور لا تشمل كل أداء الجامعة وكل مجال عملها. ومن هنا فمن الخطأ أن يكون الحصول على تقدم في التصنيف حافزاً للتركيز على التصنيف وحده وإهمالِ الجوانب الأخرى أو إعطائها أولوية أقل. أداء الجامعة أشمل وأوسع بكثير مما يشمله التصنيف. ومن هنا فقد يكون تصنيف الجامعة مرتفعاً لكنّ أداءها منخفضٌ في أبعاد أساسية غير مشمولة في التصنيف، وهذا مَقتل إن حصل.

وبعد، فالتصنيفات مهمة، لكنها جزءٌ من كل؛ والكلّ أهم من الجزء. ــ الراي

مواضيع قد تهمك