الأخبار

السنيد: الأحزاب مدفوعة برغبة ملكية لتكون الرابطة السياسية لأردن الغد

السنيد: الأحزاب مدفوعة برغبة ملكية لتكون الرابطة السياسية لأردن الغد
أخبارنا :  

إعداد - عبد الحافظ الهروط

-النشأة؟

ولدت بمحافظة مأدبا، العام 1971، وأحد اربعة اخوة وست اخوات نعيش ببيت مستأجر، ووالدي، رحمه الله يعمل بالزراعة.

درست الابتدائية بمدرسة عمر بن الخطاب في مأدبا.

رحلت الاسرة الى مليح، حيث الحياة البدائية والطفولة القروية إذ ما تزال تعلق في ذاكرتي رائحة البيدر.

وما زلت اذكر الليالي المقمرة لتذرية البيادر وتخزين المحاصيل في المغر، والبيوت القديمة.

واذكر ان الصاع الخليلي، وهو الأول في البيدر كان حصتنا نحن الصغار فنقوم ببيعه وشراء البسكويت والراحة.

وكان الوالد يطحن القمح في جاروشة الحاج عبد الهادي، ويتم اعداد الخبز حيث نجمع الحطب لتوقد امي النار،وترمي رقائق العجين على «الصاج»، فتنطلق رائحة الشراك من خلال البيوت المتقاربة، وكانت من الطين، وبعضها من الحجارة، وتضاء «بلمبات الكاز».

وهناك بيوت تضاء «باللوكس» وهذه لا تتوفر سوى في بيت المختار وبيوت الميسورين.

ولم تكن «مليح"تملك سوى تلفزيون، أو اثنين يتم تشغيلهما على البطاريات، ويستقطبان سكان القرية لحضور مسلسل بدوي يعرض بالأسود والأبيض، ويصبح المسلسل، ونشرة أخبار الثامنة من أهم الأحداث في حياة قاطني القرية.

وكانت «الجرة» أداة تبريد الماء الذي يُحضر من «بئر مليح» وتطور الحال فأخذ سكان القرية يحفرون الآبار، ويتم «نشل» الماء بالدلو ليستخدم في احتياجات البيوت.

وكان أثاث البيوت بسيطاً، يتم فرشها «بفرشات ومخدات صوفية» للضيوف.

وتفتقر البيوت للمطابخ فلا يتعدى أثاثها «النملية» لتخبئة الأطعمة، وابرز الأثاث كان «بابور الكاز» فيما أدوات التنظيف «السيرف» والصابونة النابلسية.

وكانت الصباحات تعلن بدايتها أضواء الشمس الأولى مع أصوات القطعان، وهي تغادر «الاحواش» باتجاه الجبال المحيطة، وتخلف وراءها طناجر كبيرة مملوءة بالحليب، وقد تسللت الأمهات في ساعات الفجر، وحلبن المواشي، وخبزن «الشراك»، وعندما توقظنا أشعة الشمس يكون الحليب تم غليه مع الزعتر لنحصل على أكواب، وكاسات بيضاء.

وترى حول البيوت في القرية تجمعات «الجميد»، ويتم بيعه مع الزبدة والسمن المستخلص من «القشدة»، في «مربعة الحمايدة» بسوق مادبا.

وكانت المدارس متواضعة، ولم نكن نأخذ مصروفاً، فننتظر «الفرصة» لتوزع علينا الإدارة قطعة من الخبز والجبن، وكأساً من الحليب الذي يتم إحضاره للمدرسة.

ملابسنا كانت تتحقق في العام مرة للمدللين، وللكثيرين مرة كل عدة أعوام.

البيوت بلا «قصارة»، والشبابيك من زجاج رخيص وفي الشتاء صوبة «البواري» القاسم والبعض الفقير راح يستخدم «بابور الكاز» للتدفئة.

مليح افتقرت آنذاك للمواصلات سوى باص بابه يغلق بواسطة «حبل»، و يتم تحميله بشوالات الطحين.

وفي هذه البيئة كنت أحظى باهتمام اساتذتي وكنت شغوفاً بالكتب وأقف الساعات أمام المكتبات في مأدبا اطالع اسماء المجلات، وعندما دخلت الجامعة اخذت اكب على القراءة.

دراستي العلوم السياسية بالجامعة الأردنية، وضعتني في ثنايا مكتبتها العريقة، لأمضي وقتي خارج اطار المحاضرات بين اوراق الكتب، وعشت أحلام الادباء، وتطلعاتهم وطفت على قمم الفكر البشري، وقرأت كتب الفلسفة، والتاريخ، والادب العربي والعالمي، ورموز الادب الاردني، وكانت لا تبرح يدي الروايات، وتوسع اطلاعي على الفكر السياسي، والاديان، وبحثت عميقا في الفكر الاسلامي، وجلت في جنبات الفكر الانساني من خلال الكتب المترجمة للعربية.

وفي العام 1996 تخرجت من الجامعة.

-العمل العام؟

البداية مرتبطة بالحاضنة الاجتماعية القرية المنقسمة لمجاميع من المشايخ «الاخوان المسلمون»، ويقابلها خريجو الاتحاد السوفيتي «الشيوعيون».

وكان الأساتذة يمثلون هذه التوجهات الفكرية، فانقسمنا على هذين التيارين نحن التلاميذ.

وعندما انتقلنا للجامعة توسعت دائرة البحث عن الذات، واخذت اعبر عن رأيي ووصلت الى الصحافة، واخذت انشر مقالاتي، وحققت انتشاراً ملحوظاً، وكانت نهاية مرحلة الجامعة مفضية لإعتقالي بسبب ما كتبته.

عملت بعد تخرجي في عدة صحف، ومجلات، وفي إدارة مكاتب سياسية، وكتبت في العديد من الصحف الى العام 2013 حيث ترشحت للانتخابات النيابية وحققت الفوز وانتقلت للعمل البرلماني، وهي المحطة الأبرز في حياتي العامة، والى أن كرمني جلالة الملك بعضوية مجلس الاعيان.

-تشكيل الأحزاب؟

الأحزاب مدفوعة برغبة ملكية لتكون الرابطة السياسية لأردن الغد، وكان لي الشرف ان اخترت أحد أعضاء اللجنة الملكية التي وضعت قانون الأحزاب الحديث.

الأحزاب اليوم امام فرصة كبيرة كونها تمثل مركز العمل السياسي الأردني وعليها يقوم مشروع التحديث السياسي للمئوية الثانية.

فقد خصص قانون الانتخاب ثلث المقاعد البرلمانية في الانتخابات المقبلة للأحزاب، وفي التي تليها نصف المقاعد، وفي الثالثة يكون 65 % من مقاعد البرلمان للقوائم الحزبية، عدا الكوتات، وبذلك يتحول الفرز النيابي الى فرز حزبي، وتصبح الرابطة الوطنية تنتظم هذا الفرز ويصبح النائب اقرب لتمثيل دوره الدستوري وتتحول الأغلبية البرلمانية لأغلبية برامجية، وهو ما يتيح تكليف الحكومات البرلمانية.

وبغض النظر عما يشوب التجربة الحزبية الراهنة من بعض الهنات فإنها في بدايتها، وعندما تخوض الأحزاب التجربة البرلمانية ستصبح أداة فرز النخب لأردن المستقبل.

-الاعلام الاردني؟

الاعلام الأردني بالمجمل مهني ومتخصص، ومنتم، وخرّج كفاءات تركت بصمتها في داخل الأردن وخارجه، ولكنه يحتاج لرعاية الدولة، ولدعم رسمي للمنابر الإعلامية التي تعكس صورة الدولة الأردنية.

ومن المهم تمكين الاعلام لعكس واقع الشعب الحقيقي، واحداث التنوير في المجتمع.

وانا شهدت معاناة الاخوة في الصحف، وكيف تكون معيشتهم، وخاصة في الصحف الورقية التي تلفظ أنفاسها.

ومن المهم الحفاظ على هذه المنابر لانها لسان حال الدولة، والتي توصل رسالتها للناس، ومن المهم إشاعة الحريات الإعلامية والوصول للحقيقة والمشاركة في صنع المستقبل.

وفي هذا الخصوص اذكر أن رئيس الوزراء معروف البخيت، رحمه الله، اتصل بي ليناقشني حول مقال، وبعض الرؤساء الاخرين، وكان رئيس الديوان الملكي يستفسر حول قضية ما، وكثير من الوزراء يحاورون في القضايا العامة.

والتقيت قادة أمنيين على خلفيات ما نشرته وكنا نلمس أهمية التواصل في تقريب وجهات النظر.

-الشباب والمرأة؟

الشباب هم الذين لديهم المطالب الأكبر، وتتركز فيهم التطلعات الوطنية، والحكومات تواجه المشاكل الرئيسية في جيل الشباب حيث نسب البطالة المرتفعة، وضرورة احداث التنمية لصالح الشباب واصلاح التعليم العالي، والتوجه للتعليم التقني لتصويب مسيرة الأجيال لما يتطلبه سوق العمل.

من مقتضيات الإصلاح السياسي الهدف لتمكين الشباب من خلال الأحزاب الناشئة إذ تم تخصيص نسبة 20% للشباب في الهيئات الحزبية العامة، وكذلك المرأة، وتخصيص مقاعد متقدمة في القوائم الحزبية لصالحهم وكان الهدف اشراكهم في التخطيط للمستقبل.

والمرأة تجد التفهم لدورها في الدولة، وهنالك مقاعد مخصصة لها، ووصلت الى مواقع متقدمة في السلطات الثلاث.

مواضيع قد تهمك