الأخبار

باسم سكجها يكتب: الصحة والطبّ واختلاط الحابل بالنابل!

باسم سكجها يكتب: الصحة والطبّ واختلاط الحابل بالنابل!
أخبارنا :  

من المهد إلى اللحد، يحتلّ الهاجس الصحّي كلّ الناس، في جميع أنحاء العالم، فالآباء في يقظة على صحّة الأبناء منذ كونهم في بطون زوجاتهم، إضافة إلى تخوّفهم الدائم على أجسادهم هم أنفسهم، كلّ ما مرّ يوم جديد في العُمر.

هذا ما كان قبل آلاف السنين، وما زال، وسيظلّ حتى يوم الدين، ولهذا فالطبيب كان يُسمّى حكيماً، ولهذا أيضاً فبعض الطبّ تحوّل إلى تجارة، وهكذا فهو ليس بالجديد، ولكنّ في عصر إلغاء الحدود بين الصحّ والغلط باتت المسألة خطيرة، فقد استوى الذي يعلمون والذين لا يعلمون.

قرأت منشوراً للزميل الأستاذ أحمد ذيبان الربيع يحثّ فيه الجهات المعنية على متابعة الاعلانات عن الأدوية والمستلزمات الطبية، وأثار الأمر في النفس مدى الاستخفاف بعقولنا، واللعب على الكلمات والصور والفيديوهات الترويجية، في سبيل المال، لا أكثر ولا أقلّ.

الكثير منّا، ونحن منهم، ممّن تعرّضوا للاحتيال "عينك عينك"، فالبضاعة المعروضة تُعلن أنّها الأحدث في قياس شيئ ما، أو أنّها الأكفأ في علاج مرض ما، والغريب المريب أنّها تستند إلى "دراسات" لا أساس لها على أرض الواقع، ولكنّنا نقع في الفخّ.

وأكثر من ذلك، فالعطارون ومدّعو الطبّ الأصيل أو البديل صارو حولك في كلّ مكان، فهذ يقول إنّ خلطته تنظّف القولون، وذلك يقول في خلطته المناقضة إنّها تفعل الأمر نفسه، والأمر ينسحب على كلّ أعضاء الجسم، حيث الدواء السحري الذي سرعان ما يثبت أنّه مجرّد إدّعاء.

من الطبيعي أنّ نكون إلى جانب جيوب الناس في عدم استغلالها بهذه الوقاحة، والضحك على ذقونهم واستغفالهم وتضليلهم،ولكنّ الطبيعي أكثر أن نكون إلى جانب صحّتهم لأنّ الكثير ممّا يُعلن عنه قد يحمل آثاراً عكسية، ونزيد على ذلك الأجهزة الطبية المنزلية التي تُباع بتنزيلات أشبه بما يكون في "سقف السيل"، ولا تسمن ولا تغني من جوع، وقد تعطي قراءات مضللة يزداد معها المرض، فأين المتابعة والمساءلة والمحاسبة مع اختلاط الحابل بالنابل، وللحديث بقية!


مواضيع قد تهمك