الأخبار

اسماعيل الشريف يكتب : في اليوم العالمي للصحافة قاتلة الصحفيين

اسماعيل الشريف يكتب : في اليوم العالمي للصحافة قاتلة الصحفيين
أخبارنا :  

«سوف تقتلك الصحافة، ولكنها ستبقيك على قيد الحياة أثناء العمل فيها»، هوراس غريلي، صحفي أمريكي.

صادف يوم الجمعة قبل الأمس اليوم العالمي لحرية الصحافة، وقد سُجِّل هذا العام عددٌ قياسيٌّ من الصحفيين الذين استشهدوا أثناء أداء واجبهم، على يد جيش الاحتلال الصهيوني باستخدام أسلحة وصواريخ أمريكية!

تصدر لجنة حماية الصحفيين -وهي منظمة مستقلة غير ربحية- تقريرًا سنويًّا عن انتهاكات حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، خاصة في مناطق النزاع والدول ذات الأنظمة القمعية، والديمقراطيات المستقرة، وكجزء من مهمتها تراقب وتوثق قصص الصحفيين الذين يتعرضون للاضطهاد أو القتل.

خلال الفترة من 7 أكتوبر 2023 حتى 17 أبريل 2024، تؤكد اللجنة أن 99 صحفيًّا قد قتلوا، منهم اثنان فقط صهاينة، و95 فلسطينيًّا، واثنان لبنانيان، كما أصيب 16 صحفيًّا فلسطينيًّا بجروح جراء تفجيرات وقصف وإطلاق نار من قِبل جيش الاحتلال.

يشهد العام الحالي أعلى حصيلة من القتلى منذ إطلاق هذا التقرير قبل عشرين عامًا، فهو العام الأكثر دموية؛ حيث فاقت حصيلة القتلى نظيرتها في العراق عام 2006، عندما قُتل 56 صحفيًّا، أي ما يعادل نصف عدد الصحفيين الذين قُتلوا على يد الكيان الصهيوني هذا العام.

وتشير اللجنة إلى أنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها استهداف عائلات الصحفيين بشكل مقصود، ويتستر الكيان الغاصب عن استهدافه للصحفيين.

كما يفيد تقرير لقوة الأمم المتحدة المتواجدة على الحدود اللبنانية، بأن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر مجموعة من الصحفيين بلغ عددهم ثلاثة عشر صحفيًّا، رغم أنه يمكن التعرف عليهم بوضوح، فأطلقت عليهم قذيفتين عيار 120 ملم من دبابة فاستشهد مراسل رويترز عصام عبد الله وأصيب ستة آخرون، ويذكر التقرير أن المنطقة كانت هادئة ولا يوجد سبب لاستهداف الصحفيين!

في 24 كانون الثاني استهدفت قوات الاحتلال بصواريخ أمريكية صحفيين أثناء مهمة لهم في جنوب غزة، هما: حمزة الدحدوح ويعمل في قناة الجزيرة، ومصطفى ثريا صحفي مستقل يعمل مع فرانس برس، وبالطبع كما نعرف بأن الشهيد حمزة هو نجل الصحفي «الجبل» وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة، الذي استهدف الكيان عائلته في شهر تشرين الماضي، ففقد زوجته وابنه وحفيده في غارةجوية.

وكذب الكيان كما هي عادته في تبرير استهداف الشهيدين عندما قال بأنهما إرهابيان، وهي كذبة شائعة ممجوجة يبرر الصهاينة بها استهدافهم للأبرياء!

ولم يستطع الكيان أبدًا تبرير منع إسعاف وإجلاء مصور الجزيرة سامر أبو دقة عندما أصيب جراء غارة فنزف حتى الموت في بث مباشر أمام مرأى كل العالم!

وفيما يلي عينة صغيرة من الصحفيين الذين اغتالهم جيش البامبرز:

- محمد ياغي، المصور الصحفي المستقل، استشهد في غارة صهيونية على منزله فاستشهد هو وزوجته وابنته و34 شخصًا من عائلته.

- ألاء الهمص، وتعمل في وكالة الأنباء الفلسطينية، قُصف منزلها فاستشهدت وهي وعشرة أشخاص من عائلتها.

- عبد الرحمن صايمة، المصور الصحفي في قناة رحمتي الذي استهدف منزله في مخيم البريج.

- يزن الزويدي الصحفي والمصور في قناة الغد المصرية واستهدف عن عمد أثناء ذهابه إلى منزله، واستشهد معه أخوه وابن عمه.

- نافذ عبد الجواد، مدير المحطة الرسمية الفلسطينية، استشهد مع ابنه وأربعة عشر شخصًا من أقربائه وخمسة أطفال.

- محمد عطا الله، محرر فلسطيني وكاتب في موقع رصيف 22 الشهير، واستشهد معه عدد غير معروف من عائلته.

وهذا الاستهداف المقصود الغرض منه أمر واحد فقط؛ هو أن يستمر الاحتلال في تنفيذ الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بدون شهود، فالصحفيون الأبطال يحملون قصص إجرام الصهاينة، وينشرون المعلومات والتقارير التي أعدوها على وسائل الإعلام فتفضح هذا الكيان المجرم، فالقاعدة الشيطانية أن من يريد ارتكاب المذابح لا يريد شهودًا يفضحون أفعاله مما يؤدي إلى ضغوط من المجتمع الدولي ومحاكمات.

وبالطبع فالكيان الغاشم يستهدف عمال الإغاثة لنفس الأسباب تقريبًا، فعمال الإغاثة يجعلون الإبادة أكثر صعوبة وبطئًا، وهم يعملون على إطعام وتطبيب وتقديم مقومات الحياة للضحايا، فلا عجب كما كان استهداف الصحفيين في طوفان الأقصى رقمًا قياسيًّا فاستهداف عمال الإغاثة شكّل أيضًا رقمًا قياسيًّا على مر التاريخ، فالكيان قتل 234 عاملاً للإغاثة، لم يذكرهم أحدفي العالم المنافق، إلا عندما استهدف الاحتلال موظفي المطبخ العالمي للإغاثة، كما لم تذكر وسائل الإعلام الأجنبية ضحاياها من الصحفيين، لسبب واحد، أنهم فلسطينيون عرب!

أثبت طوفان الأقصى أن الدولة المارقة هي دولة مجرمة، وأن الإعلام الغربي إعلامٌ منافق كاذب، وأنه جزءٌ من الماكنة العسكرية الغربية؛ يدعم الصهيونية وينشر رواياتها الكاذبة ويطمس الحقائق، وأن الحرية تقتصر على الشذوذ والإباحية وكل ما يخالف الفطرة.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة نترحم على الشهداء الأبطال، الذين لولاهم لكانت المجزرة تجري بهدوء دون ضوضاء!

ونسأل الله أن يجعل تضحياتهم هذه سببًا من أسباب كنس الاحتلال، فالكلمة والقلم والصورة توازي البندقية والقذيفة والطلقة في معركتنا مع الاحتلال. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك