الأخبار

بشار جرار : الفِصح صَفح

بشار جرار : الفِصح صَفح
أخبارنا :  

رغم الحرص على توحيد مواقيت الاحتفال بالأعياد الدينية لما في ذلك من أهمية روحية وإنسانية، إلا أن الاختلاف -خاصة بين المؤمنين- رحمة ولا يفسد أبدا للود قضية.

هي فرصة لعشاق الكلمة الطيبة لزرع بذور الوئام والسلام بين الجميع، فكيف إن كان في الأردن الهاشمي المثل والقدوة في توحيد احتفالات ملح الأرض وقرامي البلاد، بحيث يحتفل الجميع بالميلاد المجيد وفقا للتقويم الغربي فيما يحتفل الكل بالعيد الأكبر، عيد الفصح المجيد والقيامة العظيمة.

اغتنام الفرص النبيلة من شيم الغانمين. وما من غنيمة لابن آدم وحواء، لأحفاد إبراهيم، لأخوة التراب والماء الطهور والمقدس، أفضل من الخلاص بكل معانيه ومستوياته، وهو في هذا الفصح تماما كأول فصح قبل ألفي عام ما زال وإن اختلفت الطقوس أو المواقيت لدى البعض فإنها لا تختلف على أن أساس الفصح، هو الصفح.. وأي صفح هذا الذي يتجاوز المغفرة إلى المحبة التي تصل بحسب الإيمان المسيحي لدى الطوائف كافة إلى حد الفداء. فداء لا لوقته ولأهل زمانه ومكانه بل لما مضى وما أتى وما هو آت على أن يكون ذلك العهد الجديد قائم على المحبة التي تعرفها من ثمارها وتعرف أهلها من ثمارهم حيث سيماهم في وجوههم ظاهرها كباطنها، وسيلتها كغايتها، نور من نور. هم بذلك نور العالم لا ملح الأرض فقط، لا الملح الذي يقاس به صلاح الأشياء والأشخاص والعقائد والسلوكيات وحتى النوايا. محبة ومغفرة بهذا الحجم وبهذا الثمن تدخل أيضا في صميم النوايا حيث النظرة بعين سوء تقارف الزنا، ومجرد الخصام لا الغضب أو الكراهية خطيئة كما القتل.

ليس من السهل دارسة الأديان ومن الصعب اختصاص مقارنة الأديان أو أي اختصاصات أخرى تقوم على المقارنة لما تتطلبه من دراية وشجاعة ونزاهة، لكن الأصعب هو ذلك الحبور الذي يقف الإنسان الحر فيه بجلال أمام عظمة رب الأرباب الذي سمحت قدرته ومحبته باختلاف الناس وبمنحهم حرية الإيمان من عدمه دون أن يعدم ابن التراب -ابن ادم وحواء- الأسباب الكفيلة بالعيش حرا كيفما أراد وإن استحق بذلك الوقوف بين يدي الديان سبحانه في حياتنا الدنيا أو المثول في ذلك اليوم العظيم أمام الله الحي القيوم القدوس..

اللهم إنا نحبك ونحب من يحبك، هم إخوتنا وعزوتنا ننعم معا بالعيش المشترك معلين عهد «العيش والملح» فينا ما حيينا.. فصح مجيد وقيامة عظيمة وكل عام والجميع بخير. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك