الأخبار

د . عبد الحكيم القرالة : السردية الأردنية..

د . عبد الحكيم القرالة : السردية الأردنية..
أخبارنا :  

ليس خافياً على أحد ما حققته الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من مكتسبات واختراقات في جدار السردية الإسرائيلية المكذوبة بحملها رواية الحق الفلسطيني إلى كافة عواصم صنع القرار الدولي، خصوصاً القوى الفاعلة والوازنة التي تدعم دولة الاحتلال.

على مدار شهور مضت، لم تتوقف الماكنة الدبلوماسية الأردنية عن استنفار كافة أدواتها وطاقاتها وإمكاناتها، وسخرتها لخدمة القضية الفلسطينية بالعموم، وكشفت إجرام آلة الحرب الإسرائيلية ضد الاشقاء في غزة الذين يواجهون حرب إبادة وتصفية لم يشهدها التاريخ مخلفة ورائها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، فضلاً عن قتل كل شيء نابض بالحياة في غزة وقطع كل سبل الحياة.

قد يتساءل البعض ماذا حققت الدبلوماسية الأردنية بكافة أشكالها في هذه المعركة غير العادلة، وهنا تتمحور الإجابة بكل موضوعية أنها حققت الكثير البعض لا يعرفه فيما ينكره آخرون، فلا يختلف اثنان على أن الحراك الدبلوماسي الأردني حقق مكتسبات سياسية واختراقات مهمة وجوهرية في معسكر الدفاع عن دولة الاحتلال آثمر تآكل السردية الاسرائيلية واستنفاذ رصيد الداعمين لآلة الحرب الاسرائيلية بابصار العالم على كافة الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها الاشقاء في غزة والضفة الغربية.

الأردن استثمر علاقاته الدولية والمكانة والحضور لجلالة الملك في كافة الأوساط الإقليمية والدولية، في إطار حمل رواية الحق الفلسطيني، وإيصاله إلى كافة الأطراف وعلى المستويين الشعبي والرسمي في الدول الداعمة لدولة الاحتلال، ما أنتج تغيراً ملحوظاً في المواقف الشعبية والرسمية في هذه الدول.

الأهمية للحراك الدبلوماسي الأردني اتصف بالاستمرارية والزخم والتنوع والعمق ليحقق أكبر قدر من المكتسبات، وإيصال الرؤية الأردنية -مدعومة بالثقة والثقل الذي يتمتع به جلالته لدى كافة الأوساط -تثبت كل يوم نجاعتها وواقعيتها إذا ما أراد الجميع انهاء هذا الصراع الأزلي عبر القنوات الدبلوماسية لا العنف الذي لن يجلب إلا العنف ولن يمنح الإسرائيلين الأمن وأكلافه باهظة على أمن وسلم المنطقة والعالم.

العزيمة والإصرار الذي تحلت به الدبلوماسية الأردنية برغم كل التحديات والمثبطات، كان وما زال جوهر الإنجاز، فلم يصبها الإحباط او التلكؤ أو التردد، فبقيت ضمن إطارها التدرجي والاحترافي بمخاطبة كافة الأطراف الوازنة في النظام الدولي والمنظمة الأممية وأجهزتها المختلفة وصولاً لتحقيق الهدف.

الرؤية الأردنية الثاقبة والمستشرفة تحتوي حلولاً واقعية ومنطقية لتجاوز هذه الأزمة مرحلياً، والتأسيس لأفق سياسي قائم على إعادة احياء عملية السلام والعودة مجدداً لطاولة المفاوضات، وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، وحل الدولتين يمثل السبيل الوحيد، وهذا ما تتبناه كافة الأطراف الفاعلة والداعمة لدولة الاحتلال وعلى رأسها أميركا.

ولا يفوتنا الموقف الشعبي الاردني أذ استنفر الاردنيون بكل اطيافهم وفئاتهم لاسناد الشقيق الفلسطيني واوصل صوته ورسالته القوية الحازمة الى جميع بقاع الارض وخاطب الرأي العام العالمي والضمير العالمي وبقي سندا وداعما للموقف الرسمي في ظل حالة تطابق كامل حيال قضية الاردن المركزية فلسطين.

الدولة الأردنية بكل اركانها قادت معركة الدفاع عن الحق الفلسطيني بكل اقتدار وعزيمة لا تلين والجميع قام بدوره وواجبه تجاه الأشقاء على أكمل وجه، وسيبقون على العهد دوماً في دعم فلسطين إلى أن تُعاد الحقوق لأصحابها... والله والأردن وفلسطين من وراء القصد. ــ الراي

مواضيع قد تهمك