الأخبار

م . فواز الحموري : المستقبل القريب وذلك البعيد

م . فواز الحموري : المستقبل القريب وذلك البعيد
أخبارنا :  

يبدو قريباً مع خضم ما يحدث الآن من مفاجآت تلو أخرى وامتدادها إلى خارج نطاق الحدث وما يجري على الساحة الفلسطينية على وجه الخصوص والتضامن معها من الأهل والقربى والأشقاء وسائر من يتابع عن قرب واهتمام ودعم ومساعدة وعون.

تشير معالم المستقبل القريب إلى بوادر جديدة في معادلة «غزة» والتي حيرت العالم ودفعت بالعديد من القوى المؤثرة إلى الالتفات قليلا وكثيرا تجاه ما يحدث وسوف يحدث وما يمكن الاستفادة منه خلال مرحلة إعادة الإعمار وترتيب المعطيات السياسية بطريقة وأخرى.

مستقبل إرادة الشعب الفلسطيني من مقومات المستقبل القريب لاختيار ما يريده بقوة وبما قدمه من تضحيات في سبيل حريته واستقلاله وبما حققه خلال السابع من أكتوبر على أقل تقدير ومعاناة وصبر وتحمل.

بالطبع لا توجد نهاية للمستقبل القريب وحتى للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو تحقيق السلام بأي شكل وقد دفع ذلك جميعه إلى ولادة أجيال حروب متتالية وزرع روح المقاومة والتصعيد والثأر ضمن معادلة البقاء على أرض غزة وفلسطين ورفض مشروع التهجير.

قد يكون للتدخل التركي في المستقبل القريب دور في إعادة توجيه بوصلة المفاوضات باتجاه الموازنة بين القوة العسكرية والمصالح الاقتصادية المشتركة، ولكن ذلك لا يبدو أمراً سهلاً ضمن ما توصلت إليه الوساطة القطرية من نتائج لم تكن جيدة على أقل تقدير.

يحمل المستقبل القريب في الأردن تقرير الاستحقاقات من إرادة التحديث والتطوير والمضي قدما في المسيرة الديموقراطية وخضم الانتخابات البرلمانية القادمة ومكتسبات الحاضر نحو مشاركة فعالة لمكونات المجتمع الأردني وتجربة الأحزاب في مضمون ذلك تمهيدا للشعور بالراحة والإنجاز في المجالات كافة.

يحمل المستقبل القريب وقد تبلور الوعي في المجتمع الإسرائيلي حول العالم ومنها طلبة الجامعات الأمريكية والجامعات الأخرى في الدول الأوروبية والتي تشير إلى حجم جديد من الضغط الموجه للقضية الفلسطينية ونصرة شعبها والتضامن مع أهل غزة وفضح أعمال العدوان والإبادة الجماعية والتهجير والقتل والدمار والحصار ومنع إدخال المساعدات والتغول على الجميع.

"قادة حماس» من مشاهد المستقبل القريب القادم بثقة نحو ترتيب معين سوف يفرض نفسه في المعادلات المطروحة ولإدارة العديد من الملفات والتباحث بمهارة واقتدار وقدرة على فرض واقع جديد يبدو في المستقبل القريب واعدا.

المستقبل القريب وإن بات مفعما بالعواطف وردود الأفعال ولكنه أقرب إلى فرض المكتسبات على أرض الواقع وتغيير العديد من المسارات والتي كانت مخططا لها وربما متفق عليها ولكنها تبدلت وبشكل مغاير.

التوقعات منوعة للمستقبل ذلك البعيد وضمن العام القادم وتبعيات العدوان على غزة وجهود وقف الحرب وإدخال المساعدات والتدخل وإشراف على المفاوضات، ولكن من الواضح تماما حجم الترتيب القادم في الأولويات المتاحة على الساحة الفلسطينية والقبول بالخيارات والوجوه الجديدة.

المستقبل القريب وذلك البعيد لمنطقة الشرق الأوسط سوف يحمل في طياته الكثير من عوامل الأمل والأمن والسيطرة والتحكم والحماية وإثبات الوجود وتبادل المصالح والأدوار وقبول النتائج مثلما يثبت التاريخ ومراحله السابقة ذلك.

المسافة ليست بعيدة بين المستقبلين؛ لم نكن نتصور يوما أننا سوف ندخل عام 2000، وبعد 100 عام لن نكون على وجه المعمورة وسوف يتداول من بعدنا عما حدث بكل ما يملكه من وثائق وصور ونتائج وأحكام ودراسات تماما كما فعلنا من قبل.

ترى ما يحمل لنا المستقبل القريب وذلك البعيد الذي سيأتي قريبا وأسرع مما نتصور ونتوقع؟ ــ الراي

fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك