الأخبار

احمد ذيبان : أكاذيب الغرب وتزوير الحقائق!

احمد ذيبان : أكاذيب الغرب وتزوير الحقائق!
أخبارنا :  

على امتداد قرون من الزمن، بقي الغرب يقدم للآخرين دروساً في القانون الدولي الإنساني والقيم العليا، التي يجب أن تحكم المجتمعات المتحضرة وضرورة الالتزام باحترام حقوق الإنسان.. الخ، من مثل عليا..!

لكن التفتيش في تاريخهم يكشف حجم الأكاذيب الذي تحاول هذه الدول، سواء من خلال ممارسات نخبهم السياسية أو الثقافية ووسائل اعلامهم والمنظمات والمؤسسات الدولية المنبثقة من ثقافتهم! دون اغفال وجود بقع مضيئة في مسيرة الغرب التاريخية، ربما أهمها القيم التي انبثقت عن الثورة الفرنسية التي استمر مخاضها عشر سنوات، بين عامي 1789 و1799 وكان من أهم ناتئجها، الغاء الإقطاعية وامتيازات النبلاء ومصادرة أملاك الكنيسة، كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وأجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية. وإعلان النظام الجمهوري الذي أقر فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعليم.

وكان من أبرز مفكري الثورة فولتير الذين ألهم الجماهير، على القتال من أجل حقوقهم ضد الامتيازات وهيمنة الكنيسة، بالإضافة الى مساهمات غيره من الفلاسفة والمفكرين مثل مونتسكيو وجون لوك وتوماس هوبز وجان جاك روسو.

تداعيات الثورة الفرنسية تركت تأثيرات عميقة، على أوروبا والعالم الغربي عموماً بل وعلى مختلف حركات التحرر، لكنها انتهت بسيطرة «البورجوازية» من خلال التحالف مع نابليون، وانتهت بتصدير الأزمة من خلال الاستعمار والتوسع اللاحق للإمبراطورية الفرنسية! وكانت تلك التداعيات ردة عن القيم والمبادئ التي رفعتها الثورة، من خلال الجرائم الوحشية التي ارتكبتها فرنسا بحق الشعوب التي استعمرتها، لعل أكثرها بشاعة الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي نتج عنه استشهاد أكثر من مليون ونصف مليون جزائري خلال مرحلة المقاومة للاستعمار.

وفي هذا السياق يمكن محاكمة روايات دول الغرب وازواجية المعايير، التي يعتمدها في التعامل مع القضايا والنزاعات الدولية والاقليمية، التي أصبحت حقائق دامغة لكل ما يحاول ترويجه على الشعوب المستضعفة من أكاذيب، وجاءت الحرب الوحشية على غزة لتكشف حجم تزوير الحقائق والتاريخ الذي يقوم به الغرب، سواء من خلال حكوماته أو برلماناته ووسائل اعلامه ونخبه الثقافية، وبدون إغفال وجود بعض الضمائر الحية في المجتمعات الغربية وبين أقلية من السياسيين، لكن يمكن ملاحظة أن تحولات لافتة حدثت في الرأي العام الغربي، ضغطت باتجاه بعض التغيير في سياسات بعض الدول، ازاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحجم المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال، بحق المدنيين العزل والتدمير المنهجي لكل مقومات الحياة إلى درجة تجويع سكان القطاع!.

وقد لفتني تغريدة كتبها على منصة «اكس» المواطن الخليجي مشعل عبد الرحمن الملحم، يقول فيها رواية الغرب لأحداث الشرق الأوسط، جعلتني أشك في رواياتهم عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكل الحروب التي خاضوها وانتصرروا فيها..! وهل كان الهنود الحمر متخلفين كما يزعمون؟ فهم يزورون الحاضر ونحن شهود عيان فماذا عن الماضي ونحن منه غائبين؟ يحرفون المشهد ونحن نراه يغيرون الوقائع ونحن نعيشها، فكيف نأتمنهم على نقل الماضي؟ إن التاريخ رواية صاغها المنتصر وروج لها المنهزم!.

إن هذا ما يحدث بالضبط في الحرب على غزة، فمنذ البداية اعتمدت غالبية الدول الغربية قبل أن تتراجع قليلاً الرواية الصهيونية، بشأن ما حدث يوم 7 أكتوبر من العام الماضي، من حيث اتهام «كتائب القسام» بقطع رؤوس الأطفال، في المستوطنات التي هاجمتها في غلاف غزة واغتصاب النساء..الخ من أكاذيب تم الترويج لها، ثم ثبت أن هذه الرواية زائفة حتى وسائل الإعلام والصحف الغربية الرئيسية تراجعت عن تبني هذه المزاعم! ــ الراي

Theban100@gmail.com

مواضيع قد تهمك