الأخبار

نشامى الجيـش.. جهود جبارة لإغاثة ومساندة الأهل في غزة

نشامى الجيـش.. جهود جبارة لإغاثة ومساندة الأهل في غزة
أخبارنا :  

جسر الملك حسين - نيفين عبد الهادي - تصوير: حمزة مزرعاوي
أن تحكي نبض قلب وخفقان شراينه، أن تطبع مشاعر على صيغة حروف تسكبها يدك على، ورقة من اوراق مهمّة صعبة بل الأصعب على من يعيش فرحا مع حزن، سعادة مع وجع، فخرا مع يقين الواجب، لا ضيقا باللغة بل انحياز للحقيقة التي تستحق كتبا لتمنح الحدث حقّه، ولتحاكي اللغة واقعا مختلفا.. حقّا ليس سهلا صياغته كما هو.
الطريق من الأردن إلى فلسطين، وإلى غزة، يضعك أمام كل هذه المشاعر والحقائق، لتبحث في فكرك ومشاعرك عن ما يجعلك منصفا في نقل الحقيقة، نظرا لما يقدّمه الأردن من جهود أقل ما توصف به أنها جبّارة وعظيمة، لتقديم العون والسند لأهلنا في فلسطين، وتحديدا في غزة، فلم يترك مجالا إلاّ وسخّره لإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، فيما يواصل جهوده السياسية والدبلوماسية لوقف فوري لإطلاق النار، جهود أردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حقيقية كبيرة هامة يراها الغزيون في تفاصيل حياتهم بالكثير من الحقائق.
بعدما وضع الأردن بصمات ذهبية في إيصال المساعدات جوّا من خلال الإنزالات الجوية بسواعد نشامى القوات المسلحة- الجيش العربي، سعى جاهدا لإيصال المساعدات برّا من خلال جسر الملك حسين، إلى معبر كرم أبو سالم لتسليمها لأهلنا في غزة، وحدث هذا الإنجاز وأصبح حقيقة، وأصبح يسير يوميا مئات الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية وإغاثية للأهل في غزة، الذين أصبحوا يرون في الأردن السند والعون سببا في انعتاقهم من الوجع والظلم وطوق نجاة من حياة لا حياة بها.
المساعدات البرية الأردنية، أن تسمع بها ليس كما تراها وتتابعها، وليس كأن تنعم بمرافقة القوات المسلحة- الجيش العربي والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في تسيير الشاحنات، هو شرف وكما أسلفت مشاعر يصعب نقلها بالكلمات لا ضيقا باللغة إنما تحتاج كتبا ومجلّدات لتحاكي الواقع والحقيقة، فهي جهود جبّارة تبذل حتى تصل هذه المساعدات للأهل في غزة، في سعي حقيقي لتقديم العون لهم بقلوب تنبض بحبّهم، وابتسامات لا تفارق محيّاهم، يغادرون جسر الملك حسين يحملون حبّا ومساعدات لا ينتظرون سوى رؤية طفل سعيد وأم تُسعد أبناءها بوجبات أردنية صنعت بحب، ومسنّ يحمل فرحا قبل الوجبات لأحفاده وأبنائه، لا ينتظرون أيّ شيء آخر، ولا يبحثون إلاّ على خدمة الأهل في غزة، ومدّ يد العون لهم.
عندما رن جرس هاتفي ليخبرني رئيس التحرير المسؤول الزميل مصطفى الريالات بأنني سأرافق نشامى القوات المسلحة- الجيش العربي بتسيير قافلة مساعدات برّا للأهل في غزة، حيث سترافق «جريدة الدستور» النشامى، اختلطت المشاعر، فقد تشرفت بمرافقتهم في أحد الإنزالات الجوية، واليوم أتشرف بمرافقتهم برّا، حيث تقترب الرؤية أكثر لرؤية فلسطين واشتمام نسيمها وهو يختلط بنسيم الأردن، مشاعر لا يمكن وصفها بين الفرح والفخر والحزن على غزة وقد أصبحت بلون واحد، لون الرماد لحرب مدمّرة تجاوزت 200 يوم أبقتها خارج الحياة الطبيعية.
وفي الهاتف الذي جاء ليخبرني بمسارنا حتى نصل جسر الملك حسين، من نشامى الإعلام العسكري، بدأ القلب يخفق، وتتسارع نبضاته، وفضولي الصحفي الذي يبدأ ولا ينتهي بأسئلة وتوقعات، وتفاصيل عن مسار لشاحنات مليئة بمساعدات أردنية بعهد على البقاء بكتف غزة وأهلنا وعدم الابتعاد عن ميدان العون والمساعدة، خلال ساعات توجهنا إلى الجسر، مضينا وزميلي المصوّر في مهمة صحفية نادرة حُلم لكل صحفي في هذه الأيام، كما هو حلمي، سرنا في الطريق ولكل منّا أفكاره وأسئلته وتوقعاته.
ما يقارب (60) دقيقة من عمّان لجسر الملك حسين، هي أطول طريق عشت تفاصيله، وتمعّنت بملامح الأشخاص من حولي، ومرّ الوقت بها كأنه ألف ساعة، حتى وصلنا إلى الجسر، لنتنسّم هواء الأردن وهواء فلسطين، ونرى مئات الشاحنات التي سبقتنا وأخرى كانت تصل تباعا، مشهد يحكي عظمة الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وحرصه الشخصي على تقديم الدعم والعون لأهلنا في غزة، ترى في كل شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية، إضافة لأشخاص حفظوا الطريق إلى غزة بكل وفاء وحبّ، يتحدثون لنا رحلة تستمر لقرابة الست ساعات، ينتظرون خلال دربهم رؤية فرح أهل غزة بقدومهم غير مكترثين بأي أمر آخر.
جريدة «الدستور» من أوائل الصحف التي رافقت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بتسيير قافلة مساعدات غذائية للأهل في غزة، حيث رافق فريق «الدستور» القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية نهاية الأسبوع الماضي بتسيير قافلة مساعدات غذائية جديدة إلى أهلنا في غزة، وبالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي (WFP)..
القافلة المكونة من 115 شاحنة حملت مساعدات غذائية طارئة، جرى إرسالها من خلال جسر الملك حسين إلى معبر كرم أبو سالم لتسليمها إلى أهلنا في غزة، وتوزيعها من خلال الجمعيات والمنظمات الشريكة في القطاع، لتكون هذه القافلة إحدى قوافل عديدة سيّرها الأردن، وبالطبع لن تكون الأخيرة، في إطار جهود جبّارة يقوم بها نشامى القوات المسلحة ونشامى الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لاستمرارية المساعدات وعدم توقفها وتلبية الاحتياجات الغذائية والإنسانية لأهلنا في غزة دون توقف.
أمين عام الهيئة الدكتور حسين الشبلي قال «إن الجسر البري الذي أطلقه الأردن لأهلنا في غزة، هو شريان المساعدات الإنسانية للقطاع، ونعمل دوما على تأمين المواد الأساسية الضرورية».
وقفت الشاحنات تحمل عون الأردنيين للأهل في غزة، بكل ما أوتوا من إمكانيات، لنعيش معهم أجمل ما في الكون من مشاعر فخر وعز بوطننا وقيادتنا، ونعيش معهم فرحا لغزة ومن غزة، في استقبال الشاحنات التي تحمل لهم حاجة وضرورة وفرحا، نعيش معهم كيف تعدّ الشاحنات وكيف تستعد للانطلاق، وكيف تتجه نحو معبر كرم أبو سالم ومنه لغزة هاشم، نعيش حقيقة العطاء الأردني ووقوفه مع أهلنا في غزة «قولا وفعلا»، بكل ما أوتي من عطاء.
في فتح المجال وتشريفنا من قِبل نشامى القوات المسلحة/ الجيش العربي المشاركة في مرافقة تسيير قوافل الشاحنات، تجعل من لغتنا تبحث عن صيغ تعبيرية واقعية لتحكي عظمة ما شاهدت من جهود جبّارة وعظيمة وعملاقة يقوم بها نشامى القوات المسلحة بكل حِرفية واقتدار وتميّز، ما جعل من الأردن أيقونة عطاء لغزة، ففي حضرة كل هذا العطاء الاستثنائي شعرت بحاجتي للغة فوق لغتي تمنحني سخاء في «قولي» لأنقل ما رأيت وما تشرفت برؤيته على أرض الحقيقة وزميلي المصوّر بما يليق به.
مهمة صحفية هي الأهم في حياتي وعملي الصحفي الذي تجاوز العشرين عاما، بدأت بثقة صحيفتي لأكون أول صحفية اتشرف بمرافقة نشامى القوات المسلحة بتسيير قافلات العون لأهلنا في غزة، وعندما رن جرس هاتفي من نشمي من نشامى القوات المسلحة/ الجيش العربي، لإخباري بأنني سأرافق إحدى قوافل المساعدات لأهلنا في غزة، لأعيش مشاعر لم أعشها يوما بين فرح وفخر بوطني، وقلق من قدرتي المهنية على أن أتابع وأكتب عن هذا العمل الأردني العظيم، وحزن على الأهل في غزة، إلى أن وصلنا جسر الملك حسين لأكون في حضرة العطاء الأردني وترافق «الدستور» الصحيفة الأولى التي ترافق نشامى القوات المسلحة- الجيش العربي إلى جانب الزملاء من صحيفة «الرأي»، بمهمّة صحفية هي الأهم في حياتي المهنية.
في رؤية الشاحنات والاستعدادات وترتيب محتوياتها والاطمئنان على تفاصيل ايصالها للأهل في غزة، عشت قناعة أن الأردن عظيم معطاء، بشكل حقيقي، لا ينادي بالعون إن لم يكن المعيل الأول والأساسي، سارت الشاحنات في دربها، نحو غزة، لتصل بعد قرابة الست ساعات وتوزّع ما حملته من مساعدات، وكما رأيت سعيا لإيصالها، رأيت حبّا وإصرارا على مساعدة أهلنا في غزة، ورأيت من يسمع بنداءات الغزيين من احتياجات ومساعدات، رأيت من يسهر لجمع التبرعات وتجهيز المساعدات، رأيت أردنيين يواصلون الليل بالنهار ليكونوا سندا حقيقيا لأهلنا في غزة، بما يلمسون لا بما يسمعون، فعون الأردن حقيقي وعملي. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك